اختيار موظف واحد من بين عشرات المترشحين لوظيفة واحدة ليس أمرا سهلا على مسؤولي الموارد البشرية. في جميع اختبارات التوظيف التي خضتها كان هناك أكثر من 100 مترشح، ما جعلني أتساءل ما إذا كان المسؤول عن التوظيف سينظر في جميع تلك الملفات حقا.

عموما، لتسهيل الاختيار عادة ما يلجأ المكلفون بعملية التوظيف إلى استبعاد المترشحين الذين يفتقرون للخبرة العملية. وبالمناسبة أريد أن أعترف أن هذا المعيار هو سبب فشلي في الحصول على أغلب الوظائف التي تقدمت لها بعد تخرجي من الجامعة.

 وغير الخبرة هناك عوامل أخرى مهمة في اختيار المترشحين المؤهلين لاجتياز المقابلة الشفهية، وهذه العوامل هي الخلفية التعليمية والمهارات المتصلة بطبيعة الوظيفة.

وهكذا يتم اهمال شخصية المرشح إلى الوظيفة على الرغم من أنها قد تكون مؤشر أفضل على حظوظ الشخص للنجاح في الوظيفة. فصفات مثل الصدق، والرغبة في التعلم، الكاريزما،المرونة، التفكير المنطقي، التوافق مع بقية الفريق غالبا ما تكون أهميتها أكبر من جميع العوامل الأخرى.

الأسباب التي تجعل من الصفات الشخصية معيارا هاما في عملية انتقاء الموظفين عديدة، أهمها أنّ مهارات المتقدم ومعرفته بالمجال هي أشياء يمكن تعلمها، فوفقا لموقع LinkedIn ، فإنّ الموظفين الجدد يستطيعون تعلم جميع المهارات الأساسية لمناصبهم الجديدة بعد حوالي ثلاثة أشهر من تسلمها، وفي المقابل شخصيات الناس هو أمر لا يمكن تغييره، أو على الأقل لا يمكن القيام بذلك بسهولة أو بسرعة.

عندما يكون هناك مرشحين بقدرات متماثلة، فإنه غالبا ما تكون الصفات الشخصية هي العامل الحاسم في توظيف شخص ما على حساب الآخر. وهذا لأنّ أصحاب العمل يرغبون في معرفة إذا ما كان المرشح سيتلاءم مع ثقافة الشركة. 

ويتم اكتشاف مدى ملاءمة شخصية المترشح لثقافة الشركة خلال اجراء مقابلة العمل، وذلك عن طريق النظر في مدى تشابه شخصية المرشح أو اختلافها مع بقية موظفي الشركة. طبعا، هذا لا يعني أن يكون لجميع موظفي الشركة نفس الشخصية، ولكن امتلاك مجموعة موظفين من شخصيات متشابهة تجعل الجو العام للشركة أكثر هدوءا ومرحا.

 وعلى العكس تماما يسود جو من التوتر الفرق التي تتكون من أفراد مختلفين تماما في شخصياتهم، وهذا لأنّ الأشخاص الذين يمتلكون شخصيات مختلفة جذريا عادة ما يميلون إلى الصدام.

ولأنه قد يكون من الصعب على مسؤولي التوظيف القيام بعملية تقييم شخصية المرشح من مقابلة واحدة فقط، فإن بعض مديري التوظيف قد يطلبون من الموظفين إجراء اختبارات مثل اختبار مايرز- بريغز لتحديد نمط الشخصية.

هل تعتقد أن الشخصية هي مؤهل مهم للموظفين الجدد؟ أو أن الخبرة أكثر أهمية؟

في رأيك ما هي أهم العوامل التي يجب على مسؤول التوظيف أن يهتم بها أثناء بحثه عن موظف جديد؟