في أحد الردود على عضو من أعضاء حسوب، أشار الصديق إلى أنه قام بافتتاح مشروع جديد، تمّ تمويله بالاقتراض من والدته، مع مرور الوقت نجح المشروع، والأرباح كانت مقبولة نسبياً.

أين المشكلة إذاً؟ المشكلة في أنّ صديقنا لم يكن هاوٍ للاستمرار بالمشروع، لم يشعر بأنّ مشروعه يعبّر عنه، أو عن رؤيته، كانت لديه ميول أخرى لمشروع آخر، فجاء قراره بأن قام بتصفية مشروعه، وأعاد المبلغ لوالدته.

لا أنكر بأنّ اهتمامنا بالأمر أحد أسباب نجاحه، بغض النظر عن نوعية ذلك الاهتمام الذي نكترث ونهتم به، فإذا فقدنا الشغف نحوه لن يكون أولوية من جديد، واحتمال فشله أو عدم إنجازه تصبح مسألة محتملة وبنسبة كبيرة جداً.

لكنني أنظر للموضوع من زاوية أخرى، زاوية أبعد قليلاً.. وربما أعني بذلك زاوية البدايات.

ففي وزارة التربية والتعليم بدأ التركيز على التعليم التقني والفني، في محاولة للفت انتباه الطلبة إلى ترك المتعارف عليه من تخصصات كمتطلب لدخول الجامعة ودراسة تخصصات أخرى يحتاجها سوق العمل، أو الدخول في دورات تدريبية متخصصة وفقاً للمجالات المطلوبة في سوق العمل. وأكاد أجزم أن أغلب وزارات التربية والتعليم في شتى الدول تنتهج ذلك الأمر، في ظلّ ارتفاع نسبة البطالة، والباحثين عن العمل.

لو استمعت لآراء المحيطين بك، ستجد بعض من الآراء يؤكد أن الميول الفردية للشخص يجب أن تكون دافعه لاختيار المجال الذي يرغب بدراسته، من جانب آخر ستجد آراء أخرى تقول لك ما فائدة ميولك إن كانت نتيجتها عدم العثور على وظيفة؟ في حين آخرين يعتقدون بأنّ لا مانع من دراسة ما تميل إليه نفسك، وبعد الانتهاء من الدراسة يمكنك الشروع بمشروع جديد فالوقت الراهن لم يصبح أسير الوظيفة وأصبح النجاح لأصحاب المشاريع الريادية.

لكن حتى المشاريع الريادية تحتاج لدراسة فاختيار المجال الذي تفكر بدخوله يجب أن يرتكز على حاجة السوق، وقدرتك على إدارة المشروع، ووجود التمويل اللازم لمراحل المشروع الأولى.

المسألة ليست سهلة كما نظنها، والآن، لو طلبت منك النصيحة لطالب يريد أن يختار التخصص الذي سيبدأ مشواره فيه بماذا تنصحه، بأن يفكر بحاجة السوق أم بميوله ورغبته؟