قبل يومين أجريت زيارة سريعة لصديقتي التي لم أرها منذ مدة في مكان عملها، فاستقبلتني في مكتبها الخاص وأثناء حديثنا انتبهت إلى أنّ مكتبها في حالة فوضى شديدة، وكصديقة تهمها مصلحة صديقتها أخبرتها أن ترتبه حتى ترتفع انتاجيتها وتعمل براحة أكبر، لكنها أجابتني أنها لا تستطيع العمل إلاّ إذا كان مكتبها في حالة فوضى.

فاجأتني اجابتها لأنني وعلى النقيض تماما لا أستطيع العمل ما لم تكن مساحة عملي منظمة. 

وفي الحقيقة الاختلاف بيني وبين صديقتي طبيعي لأنّ كل شخص يملك أسلوب عمل مختلف، ولكل جانب أسبابه لتبرير اختياره، فالأشخاص المنظمون مثلي يبررون اختيارهم بأنّ العمل في المكاتب المنظمة يبدو أكثر مهنية كما أنه يوفر الوقت الذي قد يضيع في البحث عن الأشياء الضائعة، وتدعم دراسات علم النفس هذا الاتجاه بالتأكيد على أنّ عادة تنظيم المكتب تفيد أصحابها في الحصول على بعض الامتيازات النفسية مثل الاستقرار العقلي، تحسين التركيز، تقليل التوتر، تحسين عادات النوم.

في المقابل يقول الموظفون الذين يحبون العمل في مساحات غير منظمة أنّها تجعلهم أكثر ابتكارا وإبداعا، وهو ما تدعمه نتيجة دراسة لجامعة مينسونا. كما أنّ نماذج العباقرة مثل اينشتاين الذين عرفوا بفوضوية مكاتبهم تؤكد هذا.

لكن هذا لا يعني أنّ الفوضى هي الطريقة الصحيحة للعمل والحصول على الإبداع لأنّ هناك بعض المساوئ لكون الشخص غير منظم، وقد تقوده هذه المساوئ إلى الوقوع في المشاكل مثل التأخر عن تسليم العمل في الوقت المحدد أو إضاعة الملفات الهامة.

ومع هذا، ليست هناك علاقة مثبتة بين النجاح وفوضوية وتنظيم المكتب، والدليل أنّ هناك نماذج ناجحة وفاشلة من الجانبين.

ما رأيكم في الشركات التي تضع سياسات معينة لتنظيم المكاتب وتلزم الموظفين بالتقيد بها؟ وهل تملك الشركة التي تعمل فيها قوانين مماثلة؟

ما هو الجو الأمثل للعمل في رأيكم؟ وكيف يمكن للمستقل توفيره؟