تخيل بأنك ذهبت إلى كافيه ما، ما وطلبت من النادل فنجان قهوة من نوع "فلات وايت Flat White" الأسترالية ثم جاءك النادل وقدم لك قهوة عربية أو تركية، هنا هل سترفض الفنجان وتطلب فنجانًا آخر من النوع الذي طلبته و ترغبه أم أنك ستقبله وستشرب القهوة حتى لا تثقل النادل؟!

الكاتبة سارة نايت صاحبة كتاب (قم بما تريده) تقول بأنه إذا كنا من الأشخاص التي تتنازل عن رغباتها، فأننا نعد من الأشخاص التي تتخلى عن طبيعتها لإرضاء الآخرين، لكن هل هذا صحيحًا دائمًا وخاصة عندما نتحدث عن بيئة العمل؟!

لو اسقطنا ما قالته نايت في بيئة العمل وتساءلنا هنا، هل من الأفضل أن نكون على طبيعتنا ونظهر شخصيتنا الحقيقية أم أنه يجب أن نتخلى عن طبيعتنا في بيئة العمل؟

سواء كنا نبحث عن وظيفة في شركة ما أو أننا نعمل حقًا في الشركة، فإننا نسعى دائمًا إلى ترك بصمة أو انطباع جيد لدي أصحاب العمل أو الشركة كي نحرز تقدمًا في حياتنا المهنية كما نضمن بيئة عمل ايجابية وهذا شيء جيد ويحسب لنا كموظفين أو أشخاصًا تبحث عن عمل ما، لكن هل يجب علينا أن نلقي باهتماماتنا وطبائعنا جانبًا ونقبل ما يمليه علينا الآخرين ونضعه في المقام الأول من أولويتنا، لِذا تجدنا نلبي رغباتهم واهتماماتهم وتوقعاتهم بدون تردد أو حتى تفكير! هل حقًا يجب أن نتجرد من طبيعتنا ونرتدي ثوب التصنع؟!

صادفتُ دراسة تعود إلى جامعة خاصة في شمال شرق الولايات المتحدة الأمريكية تقول بأن السعي نحو تلبية اهتمامات ورغبات الآخرين أقل فعالية من أن نكون أشخاصًا على طبيعتها.

أتذكر هنا قول الشاعر والروائي تشارلز بوكوفسكي عندما قال: "أحب أن أكون نفسي، وليس وجه مصطنع ليعجب الآخرين"

أدرك جيدًا بأن نكون أنفسنا وعلى طبيعتنا لهو أمرًا شاقًا ولكن في الوقت نفسه البقاء على طبيعتنا قد يخلق لنا بيئة عمل واقعية كما هو أمرٌ ضروري لتحقيق رفاهية وسعادة الموظف وهذا هدف أسمى لطالما الشركات تحاول تحقيقه كي تزداد انتاجية شركات العمل، فالموظف ما يهمهه سعادته وراحته في الشركة وألا يتم تقويض أداءه لمجرد أن اهتماماته تناقض اهتمامات الآخرين من أصحاب العمل.

وأنت... هل من الجيد أم من السيء البقاء على طبيعتنا وحقيقتنا في العمل؟