يا أخي تروح وترجع بالسلامة وكل عام وأنت بخير، لكن ما زلت مصِر على اختيارك للمكسيك لقضاء العيد.. فجل؟ فجل ماذا؟ عيد الفجل؟ أعلم، يقوم فيه المكسيكيون بنحت صور دينية على الفجل، لكن هل تعلم أن لولا ثراء المكسيك بمحصول الفجل لما كان له عيد؟ 

أشرح لك، الأعياد لها أسباب عديدة، من ضمنها لفت الإنتباه إلى منتج معين لزيادة الطلب عليه بما أن العرض متوفر وبكثرة، وعادة ما يُسمى هذا العيد باسم المنتج. مثاله هذا العيد المتمحور حول الفجل. وإني أتسائل، هل أذاك الفجل المصري في شئ؟ ما علينا، نكمل نكمل.

من الأسباب أيضًا، إدخال صناعات كادت تندثر، للساحة مرة أخرى، من كان ليشتري شمع بعد الكهرباء؟ نعم، أحسنت، العشيقان على ضفاف نهر الراين، أو في حدائق باريس! وهنا يأتي ملك الأعياد التجارية على الإطلاق، عيد الحب! يتبعه عيد الأم والأب وعيد ميلاد مصطفى ابن عمتي، وهذا عيد مهم معروف بتجمع عائلتنا الكبيرة جدًا كلها في منزلهم.

ولمَ لا؟ ليس فقط تلك الأعياد التي مالت إلى تسيير عمليات تجارية، بل حتى عيد الأضحى القادم، لا تخبرني أنك تنتظر " العيدية"! لا أصدقك أنت وأنا والجميع يفعل. وهذا أيضًا جزء من مصطلح " البزنسة الذي اخترعته أنا وأربع من أصدقائي.

ملخصًا، أرى أن الأعياد مهمة جدًا لأجل التقارب الاجتماعي، إحياء الماضي، والفرحة! ولكنه مهم جدًا أيضًا تجاريًا، فهناك صناعات كاملة قائمة على الأعياد، ولا أرى أي عيب في ذلك ما دامت الفائدة مزدوجة. اسمع، عمومًا، أنا لا أرى أي مانع في أي شئ ما دامت الفائدة مزدوجة! بصراحة.

تحب الأعياد؟ أخبرني إذًا هل تؤثر التجارة بالسلب عليها؟ أم هو أمر محمود يضيف للمجتمع ولبهجة الأعياد.

كل عام وأنت بخير، ولا تنسانا في المكسيك.