تشكل إجازة الأعياد فترة سعيدة للموظفين لأنّها تتيح لهم فرصة الحصول على وقت قصير للاستمتاع مع عائلاتهم وأصدقائهم بعيدا عن المهام الروتينية التي يؤدونها طول السنة. لكن ولسوء الحظ فإنّ هذه الفرصة لا تتاح للجميع، وتحديدا للأشخاص الذين يعملون في مجالات لا يمكن أن تتوقف خدماتها مثل الصحة والعناية، أو الذين تشكل فترة الأعياد والمناسبات الاجتماعية فرصة مناسبة لهم لتحقيق دخل مادي أكبر، مثل العاملين في قطاع الفندقة ومسؤولي المبيعات وخدمات شركات الاتصالات.

لا تكون الشركات مضطرة للاحتفاظ بجميع عمالهم خلال هذه الفترة، عدد قليل منهم يكفي لتسيير الأعمال، ويفضل عند انتقاء أفراد هذه المجموعة أن لا يكونوا جميعا من المتربصين أو الموظفين الجدد لأنّ المشاكل الطارئة تتطلب خبرة الموظفين الأقدم والأرفع في سلم المسؤوليات.

يعيش الموظفون خلال الفترة التي تسبق إجازة العيد توترا كبيرا خوفا من ظهور أسمائهم في قائمة المناوبين، لكن في النهاية سيظهر بعضهم، وهم بحاجة لتقبل ذلك والتعامل معه بطريقة صحيحة.

 يعاني المديرون أيضا خلال هذه الفترة، لأنّه ليس من السهل عليهم إخبار الموظفين بأنهم سيكونون بعيدين عن عائلاتهم في احتفال العيد، لكنهم مضطرون لفعل ذلك، ومجبرون على اختيار الطريقة الصحيحة لهذا. 

كيف يجب على الموظفين التعامل مع فكرة العمل خلال إجازة العيد؟ وكيف يمكن للمديرين تخفيف الأمر عنهم؟

بالنسبة للموظفين، من الأفضل لهم أن لا يجعلوا فكرة الذهاب إلى العمل تفسد صباحهم، الاستيقاظ بشكل عادي ومشاركة أفراد العائلة أجواء العيد الصباحية قبل التوجه للعمل ستكون طريقة جيدة لبدء اليوم، ثم يمكنهم قضاء وقت جيد مع الزملاء في العمل والعملاء بتبادل التهاني ومشاركة بعض الوجبات الخاصة.

وغير ذلك، يمكن للموظف أن يستغل فرصة الراحة في الاتصال بالعائلة والأصدقاء أو العودة إلى المنزل إن كان قريبا من مكان العمل.

هناك حلول أخرى لخلق أجواء العيد في المكتب، مثل تناول الوجبات بشكل جماعي والاستماع لبعض أغاني العيد.

أما بالنسبة للمديرين فإنّ تخفيف شعور الموظفين بالضيق لقضائهم العيد بعيدا عن عائلاتهم يتطلب صنع جو ملائم للمناسبة بتزيين ديكور المكتب بزينة العيد، وتوفير الكثير من الوجبات الخفيفة أو ربما تنظيم غداء جماعي إن كان ممكنا. 

اقتراح آخر قد يكون مناسبا وهو زيادة فترة راحة الموظفين حتى يتسنى لهم إجراء اتصالات التهاني أو الخروج للتنزه في الأنحاء.

والأهم، يجب على المدير أن يمنح الموظفين أيام راحة كتعويض عن العمل في العيد، وأن يسمح لهم بأن يختاروا بأنفسهم متى يأخذونها، إضافة إلى منحهم مكفئات مالية، وتقديم خطاب شكر صادق يظهر عمق امتنانه لما يقدمونه للشركة أو المؤسسة.

في رأيكم هل من العدل بالنسبة للشركات أو المؤسسات أن تجعل موظفيها يعملون يوم العيد؟ 

وهل يمكن للموظفين رفض ذلك؟