"واحدة من أعظم مهارات القيادة هي أن تكون هادئا غير قابل للاشتعال، لأنه في أي وقت كنت ومهما كان ماتفعله سيكون هناك نقد"

صاحبة هذه المقولة هي أريانا هافينغتون، سيدة أعمال مع ثروة تفوق ال60 مليون دولار، وسياسية ومدونة وصحفية وكاتبة أمريكية من أصول يونانية، معروفة بتأسيسها ل The Huffington Post.

أريانا هي ابنة مالك صحيفة في اليونان، ولدت هناك ثم انتقلت في سن السادسة عشرة إلى انجلترا أين تلقت تعليمها في جامعة كامبريدج قبل أن تتخرج منها في سن 23 بشهادة ماجستير في الاقتصاد.

أثناء فترة دراستها في كامبريدج أظهرت هافينغتون قدرات قيادية عظيمة أهلتها لتكون أول رئيسة أجنبية لجمعية مناظرات الكلية. 

بعد تخرجها من الجامعة انتقلت هافينغتون إلى الولايات المتحدة الأمريكية أين سيذيع نجمها في وقت لاحق. لكن قبل ذلك فإن بداياتها لم تكن بتلك السهولة أبدا حيث تعرضت طلبات توظيفها للرفض عدة مرات من قبل المؤسسات الإعلامية كما وجدت صعوبات كبيرة في نشر أول كُتبها. لكنها لم تفشل وواصلت المحاولة حتى قُبلت أخيرا في عدة وظائف مرتبطة بالتحرير الصحفي والتقديم التلفزيوني.

طموح هافينعتون كان أكبر من الوظيفة، ولهذا فقد أطلقت موقع هافينغتون بوست سنة 2005، وهو موقع أخبار ومدونات محتوى يختص في نشر مقالات وأعمدة آلاف المساهمين والضيوف من ناشرين ومختصين ومشاهير، ومع أنّ الموقع يعتبر اليوم كأكبر موقع ومدونة اجتماعية في العالم ويتلقى عدد زيارات تقدر بالملايين شهريا إلاّ أنه كان فاشلا في البداية وتعرض للكثير من الانتقادات والسخرية، وحتى أريانا هافينغتون نفسها تعرضت للتشكيك والتقليل من مهاراتها في الكتابة في بداياتها.

بقيت هافينغتون في منصب المؤسس ورئيس تحرير الموقع حتى عام 2016 أين قررت بيعه إلى شركة AOL مقابل 350 مليون دولار وخوض تجربة جديدة بتأسيسها لمشروع Thrive Global  الخاص بالصحة. وهي تشغل حاليا منصب المؤسس والشريك التنفيدي لهذه الشركة.

على قدر مسيرتها الحافلة في عالم الأعمال والإعلام تملك هافينغتون مسيرة سياسية حافلة شهدت تغيير ميولها من جمهورية إلى ديمقراطية، وخلال هذه السنوات شاركت في عدد من الانتخابات كمسؤولة حملات انتخابية و كمترشحة أيضا. 

النشاطات الاجتماعية هي الأخرى كان لها نصيب من اهتمام اليونانية، وأهم نشاطاتها في هذا المجال كان قيادة مشروع ديترويت للترويج للسيارات الموفرة للوقود ومعارضة التدخلات الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية.

هذه المسيرة الحافلة توجت بعدد من الاعترافات المهمة، وأهمها اختيارها في قائمة فوربس لأكثر النساء نفوذا لعام 2009، وإدراجها ضمن قائمة الغاردين لأفضل 100 شخصية إعلامية في العالم.

في رأيك ما هو احتمال نجاح المختصين في مجال كتابة المحتوى والتدوين في صناعة ثروة ضخمة مثل التي صنعتها هافينغتون من هذا المجال؟ أم أنّ فرص نجاحهم ضعيفة مقارنة بفرص أصحاب التخصصات التقنية؟