لن تصدقوا من قابلت اليوم! يا عمي نعم! هو سمير!

أين قابلته؟ تخيل؟ يقف في كشك بقالة على الطريق الصحراوي! بعد السلامات والأسئلة " ذات الصد رد"، كيف حالك؟ كيف الأولاد؟ والخ الخ.. تعلم تلك الأسئلة؟

دخلنا بعدها في نقاش طويل بعد بحثي الخائب عن "علبة سجائر" لديه. أخبرني أنه توقف عن بيعها فسألته عن السبب.

نعم يا عم سمير غير ضررها على الصحة وذنوب بائعها وشاريها، ما هو السبب بحق؟

" زودت الدولة الضريبة عليها، ولا أحد يشتريها بهذا السعر"، نعم فكرت مثلك تمامًا في أن أوطاننا بدأت تتخلص من هذا السمّ، لكن لماذا قد تضطر الدول على وضع " تعرفة جمركية" عالية على منتج مستهلك بكثرة -للأسف- ؟ 

لا تدخل الدولة غالبًا في التجارة، وهذا من محرمات الرأسمالية والسوق الحر، لكن ماذا إن أرادت منع ظاهرة معينة " كالتدخين"؟ تمامًا، تفرض على السجائر رسوم زائدة، فهي تربح منها بقدر ما تحاول منعها! 

يحدث أيضًا ذات الأمر بسبب عقوبات هذه الدولة على دولة أخرى، ترفع التعرفة الجمركية على صادرات تلك الدولة، فيزيد سعر منتجها بالطبع، يهاجر الناس لشركات منافسة، وتضرب هذه الدولة في مقتل.

وبما أنه من المتاح استخدام هذا السلاح، فكيف تستخدمه الدول الاستخدام الأمثل؟ أنا أرى أن تلك الاستراتيجية هي طريقة فعّالة ومقننة " لتقويم السوق"، تحافظ به الدولة على الصناعة المحلية، تعاقب به الدول، وتمنع الظواهر السلبية في المجتمع من الانتشار. 

لكن.. استخدام هذا الأمر يجب أن يأتي تحت شروط كثيرة، وبخطة مدروسة، ولفترة محدودة. فتأثير ذلك على اقتصاد الدولة يمكن أن يكون ضارًا جدًا!

سألتم عن سمير؟ بخير، لقد أغناه الله! أخبركم عنه لاحقًا.