في عام 2019، صدَر فيلم " محمد حسين " ، وهو فيلم كوميدي جديد للفنان المصري" محمد سعد". لم يلقَ الفيلم النجاح المنتظر منه. تدور حبكة الفيلم عن عودة رسام عالمي إلى وطنه بعد غربته التي استمرت عقود طويلة. ليرسم لوحته الأخيرة قبل مقتله على ظهر سائق يُدعى " محمد حسين"، من ثم تعرض جهة ما شراء تلك اللوحة بمبلغ 75 مليون دولار وتبقى قصة ظهر السائق معلقة.

أمثلة الألواح الفنية المعروضة بمبالغ فلكية عديدة جداً، حتى أصبحت ظاهرة تاريخية. لكن لماذا هذه الأرقام كبيرة جداً، وماذا اعتمد منتجو سلعها على تسعيرها؟

أعتقد أن هناك أسباب متشعبة تشرح تلك الظاهرة، خصوصاً أسباب فنية، لكن قبل توضيح ما أراه، وجب تقديم تلك المصطلحات:

القمية: هي ما تمثله السلعة للسوق.

التكلفة: وهي كل ما ضُحي به لإنتاج السلعة.

السعر: وهو ما توازيه السلعة من مقابل استنادًا إلى استراتيجيات معينة، وعليه الحديث.

من أهم إستراتيجيات تسعير السلعة: 

السعر حسب التكلفة: وهو حساب سعر السلعة حسب قيمة تكلفتها من مواد خام ومصاريف إنتاج وخلافه وإضافة هامش ربح معين. وهو ما أراه غير مجدي تماماً، حيث أن تكلفة إنتاج سلعة يهمل ما تمثله بحق أمام المستهلك.

السعر حسب القيمة: وهو ما أراه السبب الرئيسي حول ما حدث مع " محمد حسين". تمثل السلعة هنا معنى، أحياناً غير مادي، ويؤثر هذا المعنى في تسعيرها الحقيقي. في رأيي أن هذه الإستراتيجية مناسبة جداً كمحدد للسعر، حيث لا يمكن الإنتقاص من سعر التكلفة في رغبة العارض للربح الحقيقي، كما أنها تهتم بالجانب الماورائي للسلعة. يمكنك شراء حذاء رياضي ب 30 دولار من أي متجر، لكن نفس الحذاء يساوي 125 ألف جنيه استرليني إذا ما عرضه " ميسي " للبيع بهدف خيري كما حدث هذا العام.

وأنت، أي من الإستراتيجيات تناسبك إذا ما كنت صاحب سلعة تود بيعها؟ وما هي الإستراتيجيات أو المحددات الأخرى التي تستطيع التفكير بها؟