هناك فكرة سائدة بأن منتصف الثلاثينيات وبداية الأربعينيات هو سن مـتأخر على دخول مجال ريادة الأعمال، وما ساهم في انتشار هذه الفكرة هو وجود نماذج مثل مارك زوكربيرغ الذي أسس فيسبوك وعمره 19 سنة، وجاك دروسي مؤسس تويتر بعمر ال20 سنة، وايفان شبيغل الذي أسس سناب شات في بداية عشرينياته.

الأمر محبط، خصوصا وأنّ معظمنا قد تجاوز منتصف العشرينيات، أي السن المثالي لدخول مجال الأعمال وفقا للفكرة النمطية السائدة، لكن ما لا يعرفه الكثير منا هو أنّ تلك النماذج نادرة، أما واقع مجال الأعمال فيقول بأن هناك الكثيرين ممن لا يبدؤون مشاريعهم حتى يبلغوا الأربعينيات من عمرهم، وهناك حتى من لا يفكرون في بدء أعمالهم الخاصة حتى يبلغوا الخمسينيات وتصبح لديهم الخبرة الكافية.

وكدليل على على هذا استشهد بتجارب راي كروك الذي أسس ماكدونالدز في سن ال 52 سنة، و ماري كاي كاش مالكة شركات ماري كاي لمستحضرات التجميل والتي لم تطلق مشروعها حتى سن 45 سنة، وتشارلز فلينت الذي أسس IBM  وعمره 62 سنة.

أيضا هناك الرأي المطمئن للمختصين في مجال الأعمال، حيث يقولون بأن التأخر في دخول هذا المجال إلى ما بعد سن العشرينيات سيكون أفضل، لأن الأشخاص في سن العشرينيات لا يملكون أي فكرة عما يتورطون فيه، تتدفق في ذهنهم الكثير من الأفكار المتضاربة والتي تبدو جميعها ذات مصداقية، كما أنهم لا يملكون المعرفة الكافية لطبيعة المنافسة في السوق، ولا حتى رأس المال الضروري لإطلاق المشروع. 

مع التقدم في السن، لن نفقد سوى مظهرنا الخارجي. وهو ليس بالشيء المهم بالنسبة لرائد أعمال، الشيء الذي يجب أن نوليه أهمية هو العقل الذي يتطور بتراكم الخبرات واكتساب المزيد من المعارف.

هل توافقون النظرة السائدة بأن دخول مجال الأعمال يجب أن يكون في سن مبكر؟ ولماذا؟