يقول دوايت ايزنهاور "روح الدعابة هي جزء من فن القيادة والتوافق مع الناس وإنجاز الأشياء."أشعر بأنها صحيحة إلى حد ما. لا أقصد من تساؤلي أن نكون مُهرجين أو نطلق النِّكات الساخرة التي قد ينتج عنها إهانة أحد الزملاء وربما تأتي بعواقب وخيمة لا يحمد عقباها على مكان العمل ، فمن مِنا يرغب في خلق بيئة عمل سامة ومعادية !

فما أقصدهُ بما أن الكثير مِنّا قد يقضي ساعات طويلة في العمل أكثر من أي مكان آخر ، فماذا لو أضفنا القليل من الفكاهة في بيئة العمل؟ ماذا لو تم كسر الرتابة واضافة جو من المرح ؟ لماذا يعتقد البعض أن مكان العمل هو مجرد مكان عمل لا أكثر ولا أقل ؟ ألا تعتقد بأن المتعة في العمل قد تمنحنا دفعة هائلة من الابداع وتخفف من حدة التوتر وتعزيز الثقافة الإيجابية ، فبالتالي سنقدم أفضل ما لدينا ؟ أم أنهم يرغبون في أن يكون الموظفين عبارة عن عبوات تحوي توترات مضغوطة واعتلالات نفسية صنعت في بيئات عمل لا تشجع إطلاقًا على الإبداع و لا سبيل في تفككيها إلا عبر الاكتفاء بالعمل في نفس الروتين كل يوم وعدم تحقيق أي تقدم وظيفي؟!

صادفتُ استطلاعًا لشركة روبرت هاف العالمية لاستشارات الموارد البشرية عبر موقعها ،مفادهُ بأن 91٪ من المديرين التنفيذيين يعتقدون أن روح الدعابة عامل مهم في تحقيق التقدم الوظيفي. بينما يشعر 84٪ أن الأشخاص الذين يتمتعون بروح الدعابة يؤدون عملًا أفضل من غيرهم.

عملت في عدة مؤسسات في السابق ، بعضها كان يشجع على إضفاء روح المرح والدعابة والمزاح في العمل والبعض الآخر كان يتبع نهج الجدية في العمل ولا مكان لشيء أسمه المرح في قاموسهم ، تأثرت بهذين النهجين ، ففي السابق أعد في نظر ممن حولي بأنني شخصية جدية في عملها ربما نتيجة أنني تأثرتُ ببعض بيئات العمل التي يطغى عليها الجمود والصرامة ، وهذا ما جعلني في كل مرة أترك العمل بشكل نهائي ، بالطبع لا أنكر أن هناك أسباب أخرى لتركِ له .

وأنت برأيك ألا تعتقد بأن الفكاهة في العمل قد تزيد من إنجازنا في العمل ؟ إن كنت تتفق معي ،ف كيف لنا أن نخلق جو من المرح في بيئة العمل،هل لديك اقتراحات معينة حول ذلك ؟أيضًا إن كنت تعارضني في الرأي ، هل تشاركني برأيك وتقنعني به ؟