خلال الفترة التي أعقبت تخرجي من الجامعة قررت البحث عن وظيفة مناسبة وكان أول ما قمت به هو إرسال سيرتي الذاتية لعدد من الشركات المختصة في مجال عملي.

نجحت في الحصول على عدد من المقابلات التي تمكنت من اجتياز البعض منها.

وقد كان الشيء الملفت خلال هذه التجربة هو وجود معايير متباينة بين كل شركة وأخرى. فقد كان من الصعب توقع الحصول على مقابلة عمل أو التنبؤ بفرصة إجتيازها بسبب إختلاف معايير الإستدعاء والتقييم وفقا للمؤسسة.

بعيدا عن هذه التجربة أصابني الفضول لمعرفة المعايير المعتمدة في التوظيف في الشركات العالمية. ما هي هذه المعايير؟ ومن هم الأشخاص الذين يقومون بعملية تحديدها؟

للإجابة عن هذه التساؤلات أطلعت على رأي كلاوديو فيرنانديز أراوس الذي طرحه من خلال كتابه فن اختيار أفضل الموظفين، وهو الكتاب الذي كتبه اعتمادا على خبرته التي تفوق العقدين من الزمن في تعيين الكفاءات القيادية للشركات الضخمة والناشئة، التجارية والغير ربحية.

يطلق كلاوديو اسم خاص على عملية اختيار الموظفين أو المسؤولين المميزين, وهذا الاسم هو عملية " البحث التنفيذي" أو " استقطاب الكفاءات"، ويقول بأنّ فريق الموارد البشرية هو من يتكفل بتعيين الموظفين العاديين في حين يعين أعضاء مجلس الإدارة المسؤولين والمدراء التنفيذيين، ولا يتلقى الأشخاص المعنيون بالمشاركة في عملية الاختيار هذه أي تدريبات تؤهلهم للمشاركة في العملية، لكن مع هذا يتطلب الأمر امتلاك أدوات صحيحة للقيام بذلك.

ومن خلال كتاب كلاوديو حصلت على معلومة جديدة وهي أن عملية اصطياد الكفاءات تبدأ بتحديد أفضل المؤشرات للتنبؤ بالأداء الجيد للموظفين، وبالنسبة للكثير من الأوروبيين تعتبر الخلفية التعليمية والسيرة الذاتية الحافلة بالمناصب أهم المعايير، على عكس الأمريكيين الذين يولون الأهمية الأكبر للإنجازات الملموسة والنتائج والأداء الفعلي أثناء الوظيفة.

وجدت أيضا أنه يتم الاهتمام بإختبار حاصل الذكاء والخبرة والشخصية التي تحلل بالاستعانة بالنظريات النفسية, كما تُولى أهمية كبيرة لكفاءة الذكاء العاطفي، وغيرها يوجد مؤشر القيم و مؤشر الإمكانيات الكامنة للشخص . مؤشرات اكتشفت أن أغلبها لا يعتمد في عمليات التوظيف في بلدي, وهذا يفسر تدني جودة الموظفين.

بعد تحديد المؤشرات التي يتعين التركيز عليها في عملية انتقاء الكفاءات، يأتي دور تحديد الأولويات أو أصح المؤشرات التي ينبغي التركيز عليها لتحقيق تقييمات في وقت أقل وانجاز العمل بمزيد من الفاعلية والكفاءة.

وكنصيحة مهمة يقدمها كلاوديو لمن يديرون عملية انتقاء الموظفين المتميزين يقول أنه يجب عليهم أن يتذكروا دائما أنّه لا يوجد موظف مثالي بل ينبغي عليهم تحديد نقاط القوة ذات الأهمية الحيوية ونقاط الضعف التي تنطوي على الضرر وبناءا على ترجيح الكفة بينهما يتم تحديد الشخص الأنسب.

وكدلالة على أهمية عملية اختيار الموظفين أرفق قول جاك ويلشر بأنه قد قضى ما يزيد عن نصف وقته في تعيين الأشخاص وترقيتهم خلال سنوات عمله في شركة جنرال ايلكترك.

مع العلم أنه ليست الشركات الكبيرة فقط من تهتم باختيار الموظفين المميزين بل حتى الشركات الناشئة تهتم بجلب الكفاءات من أجل تحسين أعمالها وحل مشكلاتها وتجنب الفشل الذي قد يلحقها على المدى الطويل.

ما هي أشهر معايير اختيار الكفاءات في عملية التوظيف التي لفتت انتباهك؟

هل تملك أي تجربة ملفتة حدثت معك خلال مقابلة توظيفك؟