مرحبًا،

قصة جديدة من مصر الحبيبة لقلبي، وهذه المرة نستعيد قصة طلاب الأزهر التي تحدثت عنها قبل ثمانية أشهر. (تجد رابط القصة في نهاية المشاركة).

أتحمس كثيرًا مع المبادرات الجامعية، النشاط الجامعي، مشاريع طلاب الجامعة. لأسباب كثيرة لعل من أهمها أن أغلب المشاريع والشركات العظمى التي تقدر قيمتها بالمليارات الآن. ما هي إلا مشاريع شبابية جامعية وجدت من يرعاها وتحقق لها النجاح. كانت بذرة صغيرة. وفُتحت لها الأبواب. 

ماهي القصة؟

قام طلاب برنامج الهندسة الطبية والحيوية بجامعة المنصورة بتنفيذ وتصميم أول جهاز غسيل كلوي مُتنقل (Portable Hemodialysis machine) كمشروع تخرج.

ما هي الميزة التنافسية في هذا المشروع؟

1.يهدف لمساعدة كل مرضى الغسيل الكلوى أو المرضي المصابين بكورونا بمستشفيات العزل أو المرضي ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن الذين يعانون من الفشل الكلوي.

2.يتميز بسهولة الإستخدام ومهيأ للإستخدام المنزلي وكذلك خلال ساعات الراحة.

3.يتميز الجهاز بوجود دائرة تعقيم تقوم بتعقيم الجهاز كليا قبل التشغيل وكذلك نظام أمان ونظام تنبيه لحماية المرضي أثناء الاستخدام.

4.يمتاز أيضاً بانه صالح للاستخدام الشخصي الفردي او الجماعي مع مراعاة عدم انتقال أي عدوي من مريض لآخر.

5.يوفر الجهاز كل جلسات الغسيل الكلوي في المنزل بما يضمن راحة المرضي ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن.

6.توفير المجهود والوقت وكذلك الكثير من المال.

7.سعر الجهاز بنسخته الحالية بسعر يتراوح بين٢٠-٣٠ ألف جنيه فقط وهي بذلك أقل بكثير من متوسط التكلفة الكلية لمريض الغسيل سنوياً والتي وصلت إلي ٥٧ ألف جنيه بالإضافة لسعر الجهاز البالغ ٢٥٠ ألف جنيه.

تحويل المشروع إلى شركة ناشئة

في ثنايا الخبر قرأت عن:"ويقوم الفريق حالياً بالعمل على الجهاز لتحويله لشركة ناشئة وجلب فرص الاستثمار ودخول الجهاز في مرحلة الإنتاج الكمي"

أنا مؤمن أننا كعرب ليس لدينا مشكلة في الأفكار، والمواهب ولا حتى تمويل هذه الأفكار الجريئة. المشكلة أساسها (بناء منظومة العمل) التي تساعد مثل هؤلاء الشباب على الإبداع. وفي حالتنا الريادية هنا أتحدث عن (منظومة ريادة الأعمال).

لماذا مثل هذا المشروع لا تعبر وادي الموت؟ و منحنى وادي الموت (Death valley curve) هو مصطلح في ريادة الأعمال يعني أن الشركة الناشئة لا تكمل نموها وتتعرض للإنهيار خلال فترة قصيرة. لأن جولة التمويل توقف. ولم تحصل على دُفعات جديدة من التمويل.

صناديق استثمار تملكها الجامعات

يمكن للجامعات أن تكون مستثمر كبير في مجال التجارة الإلكترونية والمشاريع عمومًا. في السعودية تجربة جميلة لشركات تابعة للجامعات هدفها تمويل الشركات التي تخرج من هذه الجامعات. مثل (وادي الظهران، وادي جدة، وادي الرياض)


  1. وادي الظهران
  1. وادي جدة
  1. وادي الرياض

هذا حل من الحلول التي يمكن أن تساعد الجامعات على خلق مصادر جديدة، تحويل الجامعات إلى مراكز ابتكار، وفي المقابل تضمن استمرارية المشاريع.

دور الجامعات، التعليم، التدريب، التأهيل ... وأيضا الاستثمار

قد تبدو جامعاتنا العربية مُثقلة بمصاريف تمنعها من أتخاذ قرارات جريئة مثل الاستثمار. لأنها لازالت تعتمد على التمويل الحكومي الذي بالكاد يكفي لتغطية مصاريف و وراتب العاملين بها. <يحدث هنا في الدول العربية الغنية أيضا>، الجميع يعيش في نفس المشكلة.

لذلك الاستثمار يتطلب خلق مصادر جديدة، مما يعني رسوم أكثر على الطلاب، أو خلق مصادر دخل جديدة. حتى يُعاد استثمارها لتقوم بتويلد شركات ناشئة قد تغير طريقة العيش في المجتمع والعالم.

يكفي أن نجد جامعة واحدة بهذا التفكير في كل بلد عربي، جامعة رسومها عالية جدًا، أو تتلقى هبات من المناحين أو لديها ملائة مالية تمكنها من الاستثمار على طريقة الصناديق الجرئية. "مُستعدة لحرق الأموال في عدة مشاريع"، لكنها تراهن على نجاح مشروع واحد فقط هو الذي سوف سيغير المعادلة ويجلب النجاح ويعوض كل الأموال التي تم حرقها.

أنا متفائل بشباب عربي يحاول تغيير أوضاعه الاجتماعية والاقتصادية. والخير قادم بإذن الله

دعم مشاريع الجامعات

اليوم طريقة تفكير الجيل الجديد أختلفت، كنا في السايق نستخدم "مشروع التخرج:" كوسيلة للتوظيف، بحيث نتحدث كثيرًا عن مشروع تخرجنا ضمن السيرة الذاتية، وفي مقابلات التوظيف.

الجيل الجديد يفكر بطريقة مختلفة؛ هذا المشروع هو شركتي القادمة. سوف أؤسس مشروعي الصغير وأنطلق. وهذا التفكير يناسب وقتنا الحالي. اليوم خدمات مثل مستقل، خمسات يمكنها أن تُساعد هؤلاء الشباب في بناء فريق العمل، والتسويق، وربط الجمهور مع هذا المنتج الرائع.

أنا أفكر في (مشاريع الجامعات) كأحد أهم العملاء الذين يمكن أن تربطهم بشكل مباشر بمستقل أو خمسات أو حتى بعيد. هذا الجيل يحتاج إلى أدوات (سهلة) تساعدة على النمو.

العرب قادمون


منحنى وادي الموت (Death valley curve)

قصة طلاب جامعة الأزهر