يًقال أنه "اذا امتلكت شركة لمدة طويلة فقد فقدت المصداقية"، إذا كانت هذه المقولة صحيحة، فما تأثير فقدان المصداقية على رواد الأعمال ومشاريعهم؟ ومتى يكون رائد الأعمال فاقدا لموضوعيته؟

للإجابة عن هذا التساؤل قمت ببحث صغير عن رأي المختصين في مجال الأعمال عن الموضوعية ومدى أهميها لأصحاب الأعمال.

أولا دعنا نحدد مفهوم الموضوعية، يعرفها معجم ويبستر على الإنترنت بأنها عدم التحيز في الحكم بشأن مسألة معينة، وفقدانها يعني فقدان القدرة على الحكم على الأشياء من حولنا بشكل صحيح، وبالتالي ظهور تحيزات اتجاه حالة ما أو موقف ما أو شيء ما.

يواجه أصحاب الأعمال وقتا صعبا بشكل لا يصدق في النظر إلى شركاتهم بشكل موضوعي وينحازون إلى أفكارهم ومنجاتهم ومشاريعهم ويرون بأنها مذهلة، تقول ليندا أور أنّ "القادة يفقدون الموضوعية عندما يكونون غارقين بشكل كبير في العملية اليومية ويغفلون عن الصورة الكبيرة، إنهم يركزون على الغابة ويتجاهلون الأشجار".

وتقول أنيفار ياسمين في مقالها القضايا الاستراتيجية في المشاريع الريادية : "إن موقف المؤسس، وقدرته على أن يكون موضوعيا، واستعداده لجلب المساعدة اللازمة، وتقاسم السلطة كلها عوامل حاسمة للنجاح.

خطأ الوقوع في الحب مع المنتج أو الخدمة هو الضعف. وفي نهاية المطاف، فإن غياب النقد الذاتي هو الذي يتسبب في فشل العديد من الشركات والشركات الناشئة ونظيراتها الناضجة".

ما الذي يمكن أن يحدث في حال وقعنا في حب منتجنا أو مشروعنا وتخلينا عن موضوعيتنا؟

إذا كنا نحب منتجنا أو فكرتنا أو مشروعنا بشكل مفرط، فإن مشاعرنا قد تعمينا عن التغييرات التي تحتاج إلى إجراءها. على سبيل المثال، قد تفوتنا تحسينات المنتج أو الخدمة، أو نتمسك بأفكار لا تعمل، أو قد نفشل في رؤية أن نشاطنا التجاري أصبح غير مربح ويحتاج إلى التركيز.

كما سنفشل في تحديد الأعراض والأسباب الصحيحة لمشاكلنا، وسنبدأ في تقدير شركتنا بشكل مبالغ فيه مما قد يقودنا إلى اتخاذ إجراءات قصيرة المدى من شأنها الإضرار بخططنا طويلة المدى كما أنها قد تؤدي بنا إلى فقدان زبائننا وإضاعة الوقت والمال في حل المشكلة الخطأ.

ولتفادي وقوع كل هذا يجب علينا أن نحرص على الموضوعية، تقدم لنا إليزابيث ثورنتون التي فقدت مليون دولار بسبب ارتباطها العاطفي بمشروعها مجموعة من الأسباب الأخرى التي تدعونا للتحلي بالموضوعية تجاه عملنا، وتتمثل هذه الأسباب في:

سنكون منفتحين على الاقتراحات المتعلقة بفكرتنا أو مشروعنا.

سنكون منفتحين لقبول التغييرات عند إثبات أن فكرتنا لن تنجح

القيام بتقييم دقيق للعمل أو الفكرة والنظر فيما إذا كانت تحتاج للتغيير.

من السهل القول أننا سنكون موضوعيين في صنع القرار الخاص بنا، ولكن قد يكون من الصعب القيام بذلك فعليا. وفيما يلي بعض الخطوات العملية لمساعدتنا على اتخاذ قرارات تجارية موضوعية.

معرفة القرارات أو الموضوعات التي تجعلنا عاطفيين بشكل مفرط

نقوم بعكس افتراضاتنا، مثلا: قد نعتقد أن استراتيجية التسويق الخاصة بنا ستكون فعالة لمدة أطول. نقلب هذا الافتراض ونتخيل ما سيحدث إذا لم نستمر في استخدام هذه الاستراتيجية في العمل. كيف سيؤثر ذلك على قرارنا؟

استخدم نظام تسجيل النقاط، والذي يتضمن تعيين أرقام سالبة للعوامل السيئة وأرقام إيجابية للعوامل الجيدة. ثم بإضافة الأرقام معا، يمكنك الحصول على النتيجة التي تمكننا من تحديد المخاطر مقابل القرارات الصحيحة.

نسأل الأشخاص الذين نثق بهم عن الأفكار ونتأكد من أننا نفكر في أفكار الآخرين بدلا من مجرد الاستماع والمضي قدما.

كيف تصنف نفسك، هل أنت موضوعي أو ذاتي تجاه عملك؟

كيف تحافظ على موضوعيتك تجاه عملك؟