لا يخفي على أحد مِنا بأن العثور على وظيفة ما في زمننا هذا بات صعب المنال ،وإن ابتسمت لنا الأقدار و حصلنا على وظيفة - قد لا تتناسب مع مؤهلاتنا الجامعية - تجدنا نشعر بأننا ملكنا الدنيا وما فيها .

لكن تخيل نفسك بأنك تبحث عن وظيفة أو أنك موظف فعلًا ولكنك تعاني من مرض نفسي أو عقلي سواء كان اكتئاب ، وسواس قهري، فصام ، اضطراب قطبي ، هستيريا ، نوبات الصرع ، إلخ ،هنا ستنتابك تساؤلات كثيرة عما إذا كان ينبغي عليك إخبار مديرك أو المسؤول عنك في العمل أم لا ؟! ولنفترض أنه تم سؤالك من صاحب العمل حول إذا كنت تعاني حقًا من مرض عقلي أم لا ، هل ستصارحه ؟ أيضًا هل من الجيد مشاركة معاناتك مع المرض العقلي مع زملائك في العمل؟ أم أنه يجب عليك ألا تفصح عنه ولا سيما لمسؤولي العمل؟

صادفت دراسة على موقع بيزنس إنسايدر تعود إلى عام 2017 مفادها بأنه على الرغم من أن هناك حالة من كل أربع حالات مصابة بمرض عقلي حسب هيئة الصحة الوطنية ( NHS) في المملكة المتحدة، إلا أن هناك 85 ٪ من العاملين في المملكة المتحدة يعتقدون بأنه لا تزال هناك وصمة عار مرتبطة بالصحة العقلية والتوتر في أماكن العمل وفقًا لمقدمي الدورات في معهد شؤون الأفراد والتنمية CIPD.

فلو فكرنا قليلُا وتمعنا في هذه الدراسة ، نرى بأنه على الرغم من المنادة بالمساواة في العمل والعدالة الإجتماعية وعدم التمييز إلا أن هناك من ينظر للأمراض النفسية والعقلية على أنها وصمة عار ، فبالتالي لن تجد مِمن يعاني من أمراض نفسية وعقلية يُفصح عن مرضه ، ربما خشيًة من النظرة السلبية التي يحملها مسؤولوا التوظيف أو الزملاء في العمل ، وربما لا يودون خسارة عملهم ، فهذا حقهم.

في المقابل هناك من ينتقد الأشخاص الذين يتكتمون على مرضهم النفسي ، المنتقدون يعزون ذلك إلى أن مشاركة معاناة المريض قد يجعل صاحب العمل متعاطفًا معه ،وربما يُخفف عنه بعض ضغوطات العمل ولا يكلفه بمهام آخرى غير عمله .

فبرأيك السديد ، هل تعتقد بأنه يجب على الموظف أو الشخص المؤهل للوظيفة ويعاني من مرض نفسي وعقلي بأن يفسح عن مرضه سواء لمديره أو زملائه في العمل إن كان أعراض مرضه غير مرئيًا أمامهم ؟ ولنفترض أنه صارحك هذا الموظف بمرضه كونك زميله في العمل ، هنا ماذا ستفعل ؟