بعد أن أثبت مفهوم ريادة الأعمال نجاعته في دفع اقتصاديات الدول الكبيرة نحو النمو أصبح التساؤل عن واقع هذا المفهوم في الوطن العربي يتبادر إلى أذهان الكثيرين، وبالتالي سنناقشه سويا من واقع ما نلمسه بهذا المجال.

أولا دعوني أخبركم أن التقارير المتخصصة تقول أن الدول العربية قد نجحت حتى الآن في استغلال ريادة الأعمال. ولو أن هذا النجاح لم يصل بعد إلى مستوى النجاح الذي حققته الدول الغربية إلا أنه يثمن، وألفت انتباهكم أيضا إلى أن درجة هذا النجاح متباينة بين دولة وأخرى وفقا للدعم المتوفر فيها.

ماذا حققت الدول العربية في هذا المجال؟ منذ عام 2010 إلى غاية اليوم شهد العالم العربي ظهور العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة الناجحة إقليميا، وهذا بفضل التركيز المتزايد من الحكومات العربية على سياسات دعم المشاريع الريادية، فقد تبنت العديد من هذه الدول مثل السعودية وتونس اطلاق برامج دعم لأصحاب المشاريع الريادية.

وكما نعرف جميعا لا تخلوا البيئة العربية من العراقيل وبالنسبة لمجال ريادة الأعمال فإن أكثر هذه العراقيل إزعاجا هو نفوذ الشركات الكبيرة وممارستها الاحتكار على الأسواق ومحاولة عرقلة نمو الشركة الصغيرة والمتوسطة أو إبعادها نهائيا عن الأسواق مستغلة علاقات أصحابها القوية بمن هم في أعلى هرم السلطة، إلى جانب هذا تظهر مشكلة التمويل ومشاكل نقص الكفاءات وغياب التنسيق بين المؤسسات والإجراءات البيروقراطية، وجميعها مشاكل تقليدية في بلداننا، مع الأسف.

ولتخطي ما سبق من مشاكل ينتظر من الحكومات العربية أن ترفع من مستوى دعمها لهذه المشاريع وخصوصا الدعم المالي وأن تجعل الاجراءات التنظيمية لإطلاق الشركات الريادية أكثر ليونة وأقل تعقيدا. لن تحل هذه الحلول جميع مشاكل ريادة الأعمال في البيئة العربية لكنها ستقضي على جزء منها.

وأنتم ما هي اقتراحاتكم للدفع بمجال ريادة الأعمال في العالم العربي إلى مستوى أعلى؟

هل سبق لكم امتلاك فكرة مشروع ريادي؟ إذا كانت الاجابة نعم، هل حاولتم تجسيده ؟ و ماهي العراقيل التي واجهتكم في طريق اخراجه إلى النور؟