هل سمعتَ من قبل بالموظف الأخطبوط؟ قد يبدو المصطلح للوهلة الأولى وكأنه إشارة لصفة سيئة في هذا الموظف، لكن على النقيض فهو كناية عن الموظف الذي يسعى لإنجاز عدة مهام وفي مختلف المهارات والمجالات لصالح شركته.

فالموظف الأخطبوط موظّف يُطوّع مهاراته وقدراته للعمل على جميع الأصعدة في الشركة. وبالتأكيد تبدو نية هذا النوع من الموظفين واضحة في غايته أن يضمن بقاءه في الشركة وينال رضا المدراء من ناحية، وأن يُطوّر من قدراته وينوّعها من ناحيةٍ أخرى.

مهام وميّزات متنوعة..

نجد أن الموظف الأخطبوط موظف ناجح في شغل العديد من المناصب وإنجاز المهام على اختلافها. كما أنه يتمتع بالحيوية المفرطة التي تجعله يُنجز في أي مكان يُوضع به، ويمنح وقته للعمل فقط، ويترك ضجيج نجاحاته يتحدث عنه وعن شخصيته!

وعلى الرغم من كل ضغوط العمل، إلا ان الموظف الأخطبوط الأكثر مثابرةً ضمن فريقه، ووجوده يعكس بيئة عمل صحية وسليمة في المكان.

حتى الآن، لا يبدو أن هناك مشكلة في هذا النوع من الموظفين، بل قد نعتقد أنه النوع "السوبر مثالي" في أي شركة! لكن مهلًا... أين هي هويته الأصلية؟

من يعمل وينجح في أكثر من مجال يجعل من الصعب أن نُحدد مجاله الأساسي وشغفه الحقيقي! حتى بالنسبة له نفسه،، فقد يضيع شغفه الأساسي مع إبداعه في مختلف المجالات!

ومع الوقت، هذا الموظف الذي يعمل بجد واجتهاد في كافة الميادين، يبتعد تدريجيًا عن هدفه الأصلي ويخف بريقه في داخله، حتى يُصاب شغفه بمقتل!

ما النتيجة إذًا؟

كل هذا الإبداع سيكون على حساب حريته وهويته واهتماماته الأصلية. وسيضيع ويتبخّر كل ذلك في سبيل إعلاء شأنه في الشركة وحمله للقب "صاحب المهات الصعبة" بالنسبة للشركة!

فهل يُمكن أن يكون الإبداع في العمل مصيدةً للشغف الأساسي وضياعًا للهوية الأصلية؟

وما هو دور إدارة الموارد البشرية تجاه هذا النوع من الموظفين لحمايته من الوقوع في فخ نفسه، وانصياعه وراء اجتهاده المفرط؟