دائمًا ما يتم الحديث عن خطورة مواقع التواصل الإجتماعي، وتأثيرها على المُستخدمين بشكل سلبي، ولكن ما يغفل عنه أو يتجاهله الكثيرين هو أن وسائل التواصل الإجتماعي ساعدت كثيرًا رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الناشئة على القرب من الجمهور وإنشاء علاقة جيدة بينهم مما ساعدهم على النجاح بشكل سريع، حيث أن وسائل التواصل الإجتماعي تُمكن أصحاب المشاريع من الوصول إلى أكبر عدد ممكن من العملاء المستهدفين بشكل مجاني أو بمبالغ رمزية مقارنة بما كانت تربحه وكالات الدعايا والإعلان وغيرها وسائل الترويج الأخرى.

لم يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل إن هناك مشاريع بدأت عبر وسائل التواصل ثم تحولت فيما بعد إلى مشاريع ترى النور على أرض الواقع، على سبيل المثال دار نشر بدأت فكرتها من جروب ثقافي على إحدى منصات التواصل، إستطاع المدراء جمع أكبر عدد من المهتمين بالكتب والروايات عبر مشاركة الإقتباسات والإصدارات الحديثة معهم؛ تطوّر الأمر إلى ما يُسمى بدار نشر إلكتروني، ثم أصبح من دور النشر المعروفة والتي تُشارك كل عام في معرض الكتاب بإصداراتها الخاصة.

ولكن هل هذا يعني أن جميع وسائل التواصل الإجتماعي تُناسب كافة المشاريع الريادية والناشئة؟

من الأخطاء التي يقع فيها فئة من أصحاب المشاريع هو إختيار وسيلة التواصل الخاطئة عند البدء بالترويج لمشروعه، ولذلك قد يلقى نتيجة عكسية، ويشعر أن مواقع التواصل ليست المكان المناسب للترويج لفكرته؛ فعلى سبيل المثال قد يختار صاحب المشروع منصة لينكدان للترويج لمشروعه في حين أن مشروعه يستهدف المراهقين وصغار السن، ولذلك تكون المنصة التي تم اختيارها لا تتناسب مع الفئة المستهدفة من المشروع وبالتالي *لن تُحقق عملية الترويج نتاج مُرضي لصاحب المشروع!

ومن أجل نجاح أي حملة تسويقية على مواقع التواصل، يجب على صاحب المشروع إدراك عدة أمور قد تُساعده على النجاح بالحملة وتحقيق الهدف، أو ربما تُحدث نتيجة عكسية في حال لم يضعها في الحسبان وهي:

مرحلة المشروع

إن المرحلة التي يكون فيها المشروع هي الأساس التي تعتمد عليه النتيجة بشكل كبير، ففي حال كان المشروع في بدايته ولم يتم تأسيسه بشكل يؤهله للظهور للجمهور، فسيكون الترويج له في تلك المرحلة ليس في صالحه، لذلك لابد من إختيار مرحلة مناسبة تكون ملامح المشروع فيها واضحة للجمهور.

الفئة المستهدفة

لابد أن يعرف صاحب المشروع جيدًا الفئة التي يستهدفها من مشروعه، فذلك سيُساعده على إستخدام أسلوب الترويج المناسب لها على المنصة التي تُناسبها.

التنوع في المحتوى

من الأخطاء التي يقع فيها الكثير من أصحاب المشاريع هي اقتصار محتوى صفحاتهم وحساباتهم على مواقع التواصل بتقديم المحتوى الترويجي فقط، مما يجعله يشعر بخمول في أفكار المنشورات ولا يجد ما يُقدمه للجمهور، لذلك يكون التنوع الحل الأمثل لحل هذه المشكلة، وذلك من خلال تقديم محتوى تفاعلي يُشارك فيه الجمهور بالحديث، محتوى تثقيفي ومن خلاله يُقدم معلومات مفيدة للجمهور متعلقة بمجال المشروع بشكل عام* ، وبالطبع لا يستغنى عن المحتوى الترويجي والذي يُعمل به على الترويج لمنتجه بشكل مُباشر.

في رأيك هل أثرت مواقع التواصل على نجاح المشاريع الناشئة والريادية بشكل ملحوظ؟ وهل سيصل الأمر إلى الإكتفاء بها كوسيلة تسويق ستقضي تدريجيًا على وسائل الدعايا والتسويق الأخرى؟