مصدر الصورة: freepik

من المعروف لدينا أن التجارة الإلكترونية كانت في حالة نموّ قبل ظهور جائحة «كورونا»، إلا أن الجائحة منحتها دفعاً قوياً وتسارعاً لم يكونا مرتقبيْن وهذا ما شاهدناه وعايناه جميعنا. وفي ظل هذا التطور كان من الضروري على كثير من التجار التقليدين نقل تجارتهم وأنشطتهم إلى التجارة الإلكترونية ومتاجر البيع على الإنترنت مع حفاظ كثير منهم على السوق التقليدية أيضا. وقد اتضح لكثير من التجار وأصحاب الأعمال أهمية التجارتين فلكل منهما مميزات تزيد من نسب الأرباح والمبيعات.

كثيرا ما تساهم التجارة الإلكترونية في تسهيل المبيعات والتقليل من العمل الروتيني كالأعمال المكتبية وكثرة المستندات وانجاز المعاملات إلكترونياً، وتخفيض التكاليف، وسرعة إنجاز المعاملات التجارية، وتوفير الوقت والجهد وامكانية الوصول للأسواق الخارجية، مع توسيع نطاق النمو و قاعدة العمل. ويفضل كثير من المتوسقين السوق الإلكترونية على السوق المحلية لأفضلية التسوق الإلكتروني المريح عن التسوق التقليدي. ولنا عدة أمثلة لقيام شركات عالمية كبرى على غرار ResMed الشركة المتخصصة في المعدات الطبية ومقرها بكاليفورنا، وشركة التعبئة والتغليف Berlin Packaging ومقرها شيكاغو وشركة Avery Dennison المتخصصة في الصناعة والتغليف والأمثلة عديدة.

وبالتالي فإن الحاجة الملحة لإدراك التجارة الإلكترونية لم تعد خيارا نقبل به أو نرفضه، وٕانما أصبح ضرورة حتمية تفرض وجودها على جميع الاقتصاديين وأصحاب الأعمال في العالم.

كيفية تحويل النشاط التجاري التقليدي إلى التجارة الإلكترونية؟

بغض النظر عن النشاط التقليدي الذي تمارسه الشركات وأصحاب الأعمال التجارية هناك بضع خطوات تسمح بانتقال هذا العمل جزئيا أو كليا إلى تجارة إلكترونية، بداية من تحديد الهدف والفكرة من هذه التجارة، ثم وضع خطة عمل مدروسة تحدد من خلالها نوعية الخدمات المقدمة والإضافات التي يمكن زيادتها والتي لا تتوافق مع نشاط التجارة التقليدية.

تليها خطوة انشاء قنوات تواصل مع المستخدمين والمتمثلة في انشاء بريد إلكتروني يمكنك من الاتصال بالعملاء والشركات الأخرى مع فرصة إرسال النشرات الدعائية والإخبارية عن الشركة، وهو أحد أهم الوسائل التسويقية، وكي تتمكن من دخول السوق الإلكترونية وخوض غمار المنافسة تكمن الخطوة التالية في انشاء موقع الكتروني يكون واجهة تعريفية للشركة وأبرز الخدمات والمنتجات المعروضة من قبلها، مع إضافة وسائل الدفع الإلكتروني التي تعتبر ركيزة من ركائز العمل والتجارة الإلكترونية.

وأخيرا لا يمكن لأي نشاط تجاري تقليديا كان أو إلكترونيا أن ينجح بدون تسويق جيد ما يمكن من استقطاب المزيد من العملاء وتحقيق الأرباح، يمكن الإلتجاء إلى مختصين في هذا المجال حتى يتم التسويق بالصورة الأكمل كما يمكن لوسائل التواصل الإجتماعي والتي ترتكز على قاعدة كبيرة من العملاء إثراء الجانب التسويقي للنشاط التجاري.

لا شك أن عالم التجارة الإلكتروني مليء بالفرص إلا أنه يواجه عدة صعوبات والتحديات نظرا لتزايد أعداد المنافسين والتطور التكنولوجي المتلاحق، كما أن لها آثار جانبية عديدة على السوق التقليدية التي لا زالت قائمة إلى اليوم رغم التقدم التقني والتجاء العديد إلى التجارة الإلكترونية وخاصة في زمن جائحة كورونا.

هل كل المجالات التجارية يمكن نقلها للتجارة الإلكترونية أم مقتصرة على مجالات محددة؟