يقول ميلان كونديرا في كتابه "الضحك والنسيان":

«فحياة الإنسان بين جنسه ليست سوى معركة للاستحواذ على آذان الآخرين».

تُعتبر الثرثرة بمثابة آفة بشرية مدمّرة. فنحن إما ثرثارون أو ضحايا للثرثرة! وإمّا أن نحاول الاستحواذ على مسامع الآخرين، أو أن نترك أنفسنا طواعيةً للآخرين ليستحوذوا على مسامعنا! لكن إن كان المتكلّم والسامع يرغبان بالحديث، فلا مشكلة في ذلك.

المشكلة التي أتناولها اليوم بالتحديد هي زميل العمل الثرثار. ماكينة لا تتوقف عن الكلام بجانبنا في نفس مكان العمل ولا يتوقّف عن هدر الكلام، وإن طلبنا منه التوقف عن الحديث، فما هي سوى لحظات قليلة ننعم بها بالهدوء قبل أن يعاودَ الحديث مرةً أخرى!

وإن أسلمنا أذنينا له، فلن نُمنى سوى بصداعٍ في الرأس وتشتت في التركيز وقلة في الإنتاجية، وقد نتأخر عن تسليم المهام المطلوبة!

فما السبيل للخلاص من هذه المعضلة؟

يرى الخبراء أن الهروب المهذّب من الحديث يُعتبر مبثابة حل. وهو أن نتمتّع بالذكاء لكي نُوقف زميل العمل الثرثار عن الكلام، كأن نقول له: "يُعجبني هذا الحديث الشائق لكن لنُكمله في وقتٍ آخر فلدي مهام لتسليمها".

المواجهة المباشرة!

البعض الآخر يقترح سياسة المواجهة المباشرة، وهي أن نطلب صراحةً منه أن يتوقّف عن الحديث وأنّنا لسنا مهتمين بالنقاش. هذا الأسلوب ينجح أكثر في بيئات العمل الجادة، حيث سيكون صدّنا لزميل العمل منطقيًا.

وأنت عزيزي القارئ، هل ابتُليتَ من قبل بصديق عملٍ ثرثار؟

وما هي الطريقة التي اتّبعتها لإيقاف ثرثرته غير المهمة والتركيز في عملك؟