في حين أن الجميع اليوم يتجه إلى طلب الخبراء والخبرة في كل مجال يتم العمل به، إلا أن هناك جانب قد يغفل عنه الكثيرون في أن الأشخاص المبتدئون قد يكونوا أكثر تأثيراً في إحداث الفرق في النتائج.

لو فكرنا بالأمر سنجد أن الأشخاص المبتدئون عادة ما يكونوا أكثر حماساً للتعلم، وحتى يمتلكون دافعاً مرناً من خلاله يستطيعون التطلع للأمام إن تم إرشادهم بخطوات بسيطة لا تكلف ذلك القدر من الوقت والجهد، لأنه سيعمل وحده على التقدم بها.

غاري كلاين وهو من أكثر علماء النفس تأثيراً في الشباب اليوم، كانت لديه رؤية حول كيفية وصول الأشخاص للأفكار المختلفة، استنتج من خلالها أن الأشخاص الذين ينخرطون في التفكير الافتراضي ويبنون نتائج عليه، هم الأكثر قدرة على توليد الرؤي الملهمة لأنهم يعتمدون على فضولهم في التفكير وليس اتباع مسار محدد من التجارب والخبرات.

لا يعتمد ذلك على نماذج افتراضية بل نجد معظم روّاد الأعمال الحاليين قد اعتمدوا على التفكير بشكل مختلف ولو رجعنا لفكرة الفيس بوك سنجد أنها كانت لتكون خيالية قبل اطلاقها والعمل عليها من قبل مارك.

حتى في سياسة التوظيف يقول جيف بيزوس مؤسس شركة Amazon "منذ وقت مبكر جداً في أمازون، عرفنا أننا نريد إنشاء ثقافة البُناة، الأشخاص الفضوليون والمستكشفون يحبون الابتكار، حتى عندما يكونوا خبراء فإنهم أنشط بعقل مبتدئ، إنهم يرون الطريقة التي نقوم بها بالأشياء، هي الطريقة التي نتبعها فقط في الوقت الحالي."

لكن ما زالنا نرى إلى الآن أنه يتم الاعتماد على من لديهم الخبرة في انجاز المهام والمسؤوليات الوظيفية بينما يتم استبعاد المبتدئين الذين قد يكونوا أكثر حماساً واستعداداً لأداء الأفضل.

هل تجد هذا التفكير واقعياً؟ وكيف يمكن تعزيز الاعتماد على المبتدئين في ظل تحوّل الخبرة وطلبها إلى هاجس في عالم الأعمال؟