مايكل جوردان صاحب عقلية مجتهدة وصفها الخبراء بأنها: لا هوادة فيها، وهو بلا شك الوصف المناسب للتدريب في الصباح الباكر، وفي الساعات المتأخرة من الليل،. مركزا على النجاح ليعطينا صورة حية عن كيف يمكن أن نساعد أنفسنا في تحقيق أهدافنا ووضع خطة العمل التي بمقتضاها نصبح في أفضل احتمال ممكن في حياتنا الشخصية والعملية أيضا.

لقد كان مستوى اللعبة يتردد صعودا وهبوطا كما يحدث في كثير من الأشياء في الحياة، ولكنه في كل تلك الأحوال لم يفقد التركيز على أهدافه الفردية ، ولم يدع نفسه يهزم بسبب قلة الجهد.

مايكل جوردان لم يكن أفضل لاعب كرة سلة عندما بدأ مسيرته مع اللعبة في العام الأول من دراسته الجامعية ولكنه كان اكثر اللاعبين تنافسية في تدريباته على الإطلاق. واليوم ، هو المالك الرئيسي لفريق شارلوت هورنتس للدوري الاميركي للمحترفين. ويصنفه الخبراء كأحد أعظم لاعبي كرة السلة في كل العصور.

لقد اتبع مايكل جوردان أربع طرق لإنشاء عقلية لا هوادة فيها ساعدته على بناء عمله:

  • لقد استثمر الوقت والموارد في زيادة وعيه بذاته

وذلك لأن معرفة النفس هي الجزء الأساسي من معادلة النجاح. فإذا لم نفهم ما الذي يجعلنا ننجح ، فلن نعرف ما إذا كنا سنتدرب أكثر أم سنستريح. وبدون وعي ذاتي قوي ، لن نعرف المسار الذي يجب اتباعه لتحقيق كل هدف من أهدافنا. ولن نعرف أي المشكلات يجب تجنبها وما الذي سيساعدنا في التغلب على لحظات التحدي.

علينا ان نستثمر الوقت في معرفة المزيد عن أنفسنا واكتساب قدر أكبر من التقدير لمواهبنا. يمكننا التحدث إلى المتخصصين في كل المجالات: نفسيا وبدنيا وغذائيا، وان نسعى دوما لمزيد من التدريبات، من خلال المدربين المحترفين أو من مشاهدة مقاطع الفيديو، أو اقرأة الكتب والمقالات، بحيث يكون وعينا عن أنفسنا وعن ما نريد على أعلى المستويات وكأننا سنحصل على درجة الدكتوراه.

كل منا هو أهم مشروع لدى نفسه. فلنتعامل مع أنفسنا بجدية ولنتعلم المزيد والمزيد في هذا الاتجاه، لأنه أحد مفاتيح النجاح.

  • ثم أنه التزم بجعل الاتساق هو خياره الوحيد

تتشكل العقلية التي لا هوادة فيها نتيجة العمل المتسق والالتزام اليومي بالعادات الصحية. ولكن مع الوضع في الاعتبار عامل الاستمرار، أي أن هذا الاتساق يجب أن يكون طويل المدى، وأن يكون هو الخيار الوحيد الذي ستمنحه لأنفسنا- بغض النظر عن مصاعب الحياة التي تواجهنا. لقد ظل جوردن منذ بدء وحتى الأن يستيقظ مبكرًا لم يتكاسل يوما، وكان دائما يجد الوقت للممارسة الرياضة طوال اليوم، ويمكننا فعل ذلك في المذاكرة أو في العمل أو في البحث والتطوير كلٌ حسب المجال الذي يرجو أن ينجح فيه، علينا اختيار كل الطرق التي تمنحنا الطاقة التي نحتاجها للعمل بشكل أكبر.

يمكننا التخطيط لأيام ولأسابيع ولشهور أيضا، بناءً على أهدافنا. وأن نبتعد عن الأشياء التي نعرف أنها ستعطل تقدمنا. وأن نستمر في عملنا تبع الخطة يومًا بعد يوم ، بحيث يكون تقدمنا هو أسلوب حياتنا.

  • كما أنه عامل نفسه وكأنه دائمًا في مرحلة شهر العسل.

لقد قال جوردون عن هذه الخطوة: "كوني مايكل جوردان يعني أن أتصرف بنفس الطريقة التي كنت أفعلها دائمًا."

لقد بقي مخلصًا لما يجب أن يكون عليه، لقد استمع إلى معتقداته، واعتبرها حقائق. وعلى الرغم من الاهتمام الإعلامي ومطالب المعجبين والضغط ليكون دائمًا الأفضل، إلا أنه فعل ما هو مناسب له. ووضع نفسه دائما قبل الجميع.

إن الاعتناء بأنفسنا يمنحنا الوقود لخلق عقلية لا هوادة فيها. ويجب أن نتعامل مع أنفسنا كما لو كنا في مرحلة شهر العسل من أي علاقة جديدة، ويكون ذلك عندما تكون في أفضل سلوك لدينا ونستمتع بكل تجربة.

  • وأخيرا لقد رفع مستواه بعدة طرق وليس بمجرد الكلمات.

يقول مايكل جوردن : إذا دفعتني نحو شيء تعتقد أنه نقطة ضعف، فسأحول هذا الضعف المتصور إلى قوة.

وذلك لإن خلق عقلية لا هوادة فيها يعني أن نرتقي في كل مجال من مجالات حياتنا. وأن نصنع تحول في ما سنقبله كجزء من رحلتنا لنكون أنجح نسخة ممكنة.

علينا وضع حدودًا مع كل شخص في حياتنا ولا ندع أي شخص يتجاوزها. نرتبط فقط بأصحاب المشاريع عالية المستوى الذين يتوقون للنمو مثلنا. ثم نقم بعمل مراجعات منتظمة لعاداتنا للتأكد من أننا على الطريق الصحيح لتحقيق أهدافنا. فنحن ملتزمون بالتعلم مدى الحياة لأننا ندرك أن الخبير هو طالب دائمًا.

أن امتلاكنا لعقلية لا هوادة فيها يعني أننا ترفض الاستقرار، ولا نستمتع بالمستوى المتوسط ، ولن نتوقف أبدًا لأن النجاح ليس وجهة نهائية. حتى أنه علينا أن نقسوا على أنفسنا حيث يكمن النجاح في العقلية التي نزرعها. علينا أن نجعل رحلتنا إلى النجاح أكثر من مجرد كلمات.

هذه هي الاستراتيجيات الأربع التي استخدمها جوردن لبناء عقلية لا هوادة فيها والتي نصح بها لتحقيق الحياة التي نتطلع لعيشها والعمل الذي نريده.

والان: هل كان جوردن مبالغا في وصف خطوات نجاحه؟

فيم تتفق معه وفيم تختلف؟ وما هي معادلتك الخاصة للنجاح ؟