هل يمكنني العمل على مشروعي الريادي، بجانب الوظيفة؟

ففي دراسة أجرتها Academic of Management، فإن الأشخاص الذين يبدأون أعمالهم أثناء عملهم في وظائفهم أقل عرضة للفشل بنسبة الثلث مقارنة بالأشخاص الذين يقفزون في مشاريعهم دون وجود شبكة أمان وظيفي.

هذا الأمر غريب جدا وصدمني في الحقيقة ، لأني طالما اقتنعت بأن التخصص اساس النجاح ، وأن صاحب بالين كاذب (مثنى بال يعني خاطر)، وان الوظيفة الثابتة قد تذهب بحلم ريادة الأعمال، إلى أبعد مما تتخيل.

وفي رأيي أنك لو أردت أن تدخل غمار ريادة الأعمال فيجب ان تتحمس لفكرة ما وتدرسها جيدا وتسخر لها كل وقتك وإمكانياتك، لأن الدخول في دوامة الالتزامات المادية والعمل الذي سيوفر دخل ثابت ووظيفة مجزية وبالتالي لها متطلبات من مواعيد والتزامات ومقابلات، والوفاء بهذه الامور سوف يستنزف طاقتك ولن يتبقى منها شيء لا للعمل الريادي ولا حتى لأي عمل أخر. لابد أنك ستتعب وتخل بمتطلبات إحداهما على الأخرى.

ليس من المستحيل ان تهتم بعملك الخاص الريادي وتُمارس وظيفتك الرسمية، لكنه صعب وشاق ومجهد للغاية!

بالتأكيد يتوقف ذلك على ماهية كلا العمليْن، وإن كانت الوظيفة لا تشغل حيزّا وقتيًا طويلًا من يومك، عندها يُمكن أن أمارس تطوير مشروعي الخاص. لكن أكاد أجزم ان تقدّمي في المشروع الخاص لن يُقارن بكما لو كنت أشغله لوحده دون عمل آخر.

المنطقي أن تكون الأولوية للوظيفة، ذلك لاحتمالية أن أتعرض لعقوبات أو خصم في المرتب إن أهملت أو قصّرت في جانبها، والتقصير سيكون من نصيب العمل الريادي، ولن تكون سرعة إنجازي به إلى جانب الوظيفة كبيرة.

ففي دراسة أجرتها Academic of Management، فإن الأشخاص الذين يبدأون أعمالهم أثناء عملهم في وظائفهم أقل عرضة للفشل بنسبة الثلث مقارنة بالأشخاص الذين يقفزون في مشاريعهم دون وجود شبكة أمان وظيفي.

لا أختلف مع تلك النظرية خاصة أنني أؤمن أن هناك فئة كبيرة من الأشخاص يُفضلون الأمان الوظيفي بدلًا من ريادة الأعمال، ولكنها في الوقت نفسه نظرية مؤقته، فغالبًا قد يكون خيار الإستمرار في الوظيفة بجانب ريادة الأعمال خيار مؤقت، وبعدها بمجرد نجاح الشخص في مشروعه وشعوره بالأمان من المؤكد أنه سيترك الوظيفة، خاصة أن شغفه الريادي سيجعله يميل لمشروعه وبالتالي يحتاج للتفرغ من أجل متابعة المشروع والنجاح فيه.

" كيف أبدأ بمشروعي الريادي بينما ما زلت أعمل بوظيفتي بدوام كامل؟"

الأمر ليس سهل على الإطلاق، فهو يحتاج لخطة استراتيجية جيدة، وكذلك خطة للوقت، سواء للوقت المخصص للعمل أو الوقت المخصص لمتابعة المشروع الخاص، من المؤكد أنه في البداية سيكون خطاه في المشروع بطيئة نظرًا لكونه يعمل بدوام كامل، ولو كان الأمر شخصي غالبًا أُفضل أن يكن عملي دوام جزئي حتى أستطيع اعطاء المشروع حقه من الوقت.

على أي حال، فلا يتمتع الغالبية بالقدرة على ترك وظائفهم اليومية لمتابعة بدء عمل تجاري دون القلق بشأن كيفية الوفاء بالإلتزامات المالية للمضي قدماً دون دخل ثابت ( الوظيفة)

أعتقد أن من يُقدم على مشروع يملك رأس مال، وفي حال تطلب الأمر التفرغ للمشروع فيُمكنه ادخار جزء من رأس ماله وبدء مشروعه بجزء منه حتى يستطيع الوفاء بإلتزاماته المالية دون التقصير في مشروعه.

التفكير بأن (الوظيفة هي امان) هي اعلان صريح منك على انك بصراحة ستفشل في المشروع سواء بقيت في وظيفتك او تركتها

بضع خطوات صغيرة ستؤدي لنتائج عملاقة

لا تنظر للأمر بشكله الكلي ، بالتأكيد ستجد صعوبة بالغة ومشقة كبيرة ، ولكن فقط أنظر لما يتطلبه الأمر منك اليوم

ماذا لو خصصت ساعة واحدة من يومك لمتابعة تطوير مشروعك الريادي ، ألن يجعلك هذا تتقدم فيه وفي نفس الوقت تحافظ على مصدر دخلك المستمر ؟

هذه هي الطريقة التي أتبعها لإنجاز أعمالي

بالمناسبة ؛ أنا أعمل بدوام كامل ، وطالب بالمجاستير بكلية الهندسة ، وأعمل بمجال التعليم والتدريب عن بعد يوميا ،كما أنني أعمل محفظا للقرآن الكريم وعلومه ، كما أنني كاتب ومؤلف لأربع كتب متنوعة حتى الآن ، وكذلك صاحب قناة على اليوتيوب وأقدم محتوى تعليمي بشكل شبه منتظم ، باللإضافة إلى أنني متزوج وأعول - وكل ذلك بفضل الله -

نعم أتقدم في كل هذا بخطوات بطيئة مقارنة بمن يتفرغ لواحدة منها ، ولكن في النهاية هذه الخطوات على مدار السنوات تجعلني أحرز تقدما كبيرا

أبدأ يومك بتحديد مهامك اليومية ، ولا تنظر لشئ آخر متى ستنتهى ؟ ومتى ستحقق الهدف النهائي ؟ ..... إلخ .

كل شئ سيتحقق في وقته ، فقط ركز على الإنتاجية ، وكن واثقا أنك ستجنى ثمار جهدك