مرحبًا،

البارحة في وقت متأخر وصلني تنبيه على هاتفي الجوال من صحيفة نيويورك تايمز، كان الاشعار عاجل وغير مفاجئ بالنسبة لي وحمل عنوان "شركة سيلزفورس تستحوذ على سلاك بقيمة 27.7 مليار دولار". لم أكن متفاجئ بالخبر لأني أتابع هذا التنافس من العام 2016، وأكتب عنه في تويتر بشكل متواصل منذ ذلك العام حتى اليوم.

حسنًا دعونا نأخذ القصة منذ البداية حتى اليوم، وكيف يمكن الاستفادة منها عربيًا.

سلاك لاعب منفرد في سوق جديد

بدأت سلاك تطبيقها الخاص لإدارة فرق العمل منذ وقت مبكر، حتى أصبحت معيارًا للتواصل لأي شركة ناشئة ونمت بشكل جيّد في أوساط قطاع الشركات الناشئة، لتتحول إلى مكتب افتراضي معترف به. هذا الحراك ضمن (قطاع الأعمال) استفز مايكروسوفت باعتبارها (وحش في قطاع الأعمال)، وهذا هو ملعبها الرئيس ومجمل الدخل يأتي من قطاع الأعمال وتقديم الخدمات للشركات. والشركات آخذه في التحوّل إلى استخدام التقنية لذلك رأت مايكروسوفت أن نمو سلاك قد يهددها. فحاولت الاستحواذ عليه مقابل 8 مليار. ثم تراجعت عن الفكرة. وقامت بإطلاق نسختها الخاصة من سلاك (مايكروسوفت تيمز)، وهو تطبيق شبيه جدًا ببيئة عمل مايكروسوفت أوفيس. ويأتي ضمن الحزمة. وهنا بدأت المعركة.

مايكروسوفت تبدأ المعركة

المنافسة كانت غير عادلة لأن الترويج لتطبيقات مايكروسوفت يتم من خلال نظام تشغيل يتم شحنة مع ملايين الأجهزة حول العالم، علاوة على ذلك نوعية المنافسين التي قام تيمز باستهدافهم كانت (كل فرق العمل مهما كان نوعها وحجمها)، لذا سترى في صفحة التطبيق الرسمية على موقع مايكروسوفت حديث عن المنضمات الحكومية الكبرى، والشركات العملاقة، والشركات الناشئة. حتى في نظام التعليم هناك المدارس والجامعات والفرق البحثية. هجمت مايكروسوفت بضراوة.

قامت مايكروسوفت

1.إدراج خدمة تيمز Teams مجانا في نظام أوفيس

2.إطلاق تيمز Teams على لينكس

3.منعت موظفيها من استخدام سلاك، (بدعوى إجراءات أمنية)

4.أعلنت مايكروسوفت أن عدد مستخدمي Teams النشطين يوميًا تجاوز 20 مليونًا، مقابل 12 مليون لسلاك (عام 2019)

وكما تعمل قامت بربط تيمز بخدماتها اللانهائية مثل البريد والمستندات وتطبيقات العمل الأخرى مما جعل التطبيق يلبي حاجات وتطلعات الشركات. فيما توقفت سلاك عند الشركات الناشئة.

النمو في زمن كورونا

شهدنا في بداية مارس من العام 2020 صعود صاروخي لتطبيق زووم، الذي يوفر فقط اجتماعات الفيديو. لكنه أصبح خيار جيّد للمدارس والتعليم في مختلف دول العالم. دخلت مايكروسوفت على الخط و روجت إلى مايكروسوفت تيمز كبديل للتعليم وقدمت عدة تحديثات للتطبيق لجعله مهيأ ليكون منصة تعليمية تساعد على استمرار الحصص الافتراضية. هذا النمو جعل مايكروسوفت أن تطبيق مايكروسوفت تيمز وصل إلى 32 مليون مستخدم نشط (بتاريخ 20 مارس 2020). ثم في نهاية الشهر أعلنت أن نسبة النمو في استخدام تيمز بلغت 1000% خلال شهر مارس، كما تم تسجيل 2.7 مليار اجتماع وهو رقم جديد للتطبيق.

حاولت سلاك تعزيز مركزها من خلال اتفاقيتها مع خدمات أمازون السحابية ضمن بند جديد مهم (موظفين أمازون يستخدمون سلاك)، ما يعني أن هناك 840 ألف مستخدم جديد سيتم إضافته، يأتي هذا التعاون بعد اتفاقية IBM.

في مايو 2020 ظهر الرئيس التنفيذي لشركة سلاك في لقاء مع ذا فيرج وقال حرفيًا: "مايكروسوفت تريد قتلنا من خلال تطبيق تيمز"

آخر الدواء (الاستحواذ)

كما يقال آخر الدواء هو الكي؛ حاولت سلاك النمو بشكل منفرد حتى تكون لاعب كبير في قطاع الأعمال ويمكن تصنيفها مع العمالقة مثل (آبل، فيسبوك، أمازون، قوقل)، لكن يبدو أننا نشهد على الدوام حالات قتل لأي شركة تحاول الصعود ضمن الأربعة الكبار، وكما جاء في كتاب (The Four: The Hidden DNA of Amazon, Apple, Facebook, and Google) هؤلاء الأربعة لن يستطيع أحد القضاء عليهم لأنهم باتوا يتصارعون في كل المجالات (الصحة، الألعاب، التجارة الإلكترونية، البيانات، الذكاء الصناعي .. إلخ) وتراهم يستحوذون على كل شركة جديدة قد تشكل سوق منفرد جديد أو تشكل تهديد لمصالحهم القائمة.

لذلك وجود سلاك تحت مضلة سيلزفورس ممكن أن يحميها ويجعلها أداة مهمة في قائمة دخل سيلزفورس و شوكة في حلق مايكروسوفت.

انتهت قصة نمو شركة ناشئة بشكل منفرد إلى أحضان لاعب متوسط الحجم في قطاع الأعمال يمكنه أن ينافس الكبار.