مرحبًا،

في العام 2016 حاولت مايكروسوفت الاستحواذ على سلاك بمبلغ 8 مليار، لكنها تراجعت عن الفكرة، وأطلقت تيمز الذي تم بنائه بنفس واجهة عمل الأوفيس. واليوم يُشكل منافس شرس جدًا.

ليس هناك حرب أمتع مع الحرب التي تشنها مايكروسوفت ضد سلاك، أتابع هذه المعركة منذ 2016 بعد دخول شركات قوقل من خلال (meet) و مايكروسوفت من خلال (teams) إلى ملعبٍ وسوقٍ جديد قامت بخلقة شركة صغيرة تدعى سلاك. تقوم سلاك بالربط بين فرق العمل المختلفة لتسهيل ممارسة العمل، ونقل الملفات، والدردشة وغيرها من مهام العمل.

البارحة تحدثت صحيفة وول ستريت عن أن شركة سيلزفورس تُجري محادثات للاستحواذ على سلاك، وكما نعلم أن شركة سيلزفورس لاعب كبير في قطاع خدمات الأعمال ويمكن أن يقارع مايكروسوفت ويقف في وجهها.

لكن دعونا نلقي نظرة على الحرب، وكيف لم تستطع سلاك أن تصمد

صعود مايكروسوفت تيمز

خلال جائحة كورونا صعدت الكثبر من التطبيقات للقائمة مثل تطبيق زووم لمؤتمرات الفيديو، أيضا استفادت مايكروسوفت من هذا الصعود والإقبال حيث زاد الطلب على تطبيق مايكروسوفت تيمز سواء في مجال التعليم (صفوف افتراضية) أو حتى في مجال العمل وفرق العمل. حيث تدير مايكروسوفت قائمة ضخمة من التطبيقات وقامت بربطها بتيمز.

نسبة النمو في استخدام مايكروسوفت تيمز بلغت 1000% خلال شهر مارس، كما تم تسجيل 2.7 مليار اجتماع وهو رقم جديد للتطبيق، ويعكس حالة النمو الرهيبة. في المقابل شهد سلاك نمو، لكنه ليس بالهائل.

مايكروسوفت تيمز يستهدف الجميع، منظمات حكومية، شركات كبيرة، مدارس، هيئات، شركات ناشئة لكن في المقابل يبدو أن عملاء سلاك هم شركات ناشئة فقط لأنه يعتبر أحد الأدوات الشهيرة بين الشركات الناشئة.

وإذا أمعنت النظر ستجد أن سلاك واقع بين مطرقة مايكروسوفت وسندان قوقل * مايكروسوفت Office 365 هو نموذج مربح جدًا لشركة مايكروسوفت وتدير من خلال خطط الاشتراك عدة تطبيقات وخدمات مضمنه، وحاولت تقديم نفسها كخدمة مناسبة للجميع بدايةً من الشركات الناشئة ونهايةً بالحكومات* ثم لدينا خدمات قوقل التي ساعدت على انتشار تطبيقها للأعمال من خلال ربطه بالمستندات، التقويم، المحادثات، البريد، محرك البحث .. وغيرها من الخدمات

ما هو مستقبل شركة ناشئة تريد اللعب مع الكبار؟

حاولت سلاك الصمود لكن مواردها لم تساعدها على مقارعة الكبار، لذلك أعتقد أن وجودها تحت مضلة شركة كبيرة يمكن أن يساعدها على البقاء. وهذه القصة تثبت لنا من جديد أن الخمسة الكبار يزدادون قوة و توحش. وبات لا يمكن مقارعتهم أو دخول لاعب كبير بينهم. من أجل ذلك علينا أن نحاول بناء نموذجنا العربي الكبير ونفرض أسمنا وقوتنا ونحتفظ بحصتنا في المنقطة ونقاتل من أجل جعلها حصة مسيطرة. من أجل أن نجعل الدخول للمنطقة صعب جدًا إلا من خلال بوابتنا، هذه البوابة نحن من يملك مفاتيحها. لا نقول أحتكار للمنطقة بقدر ما نقول أنه الحفاظ على ثرواتنا المعرفية. نعم أقول ثروات لأن البيانات هي ثروة يجب الحفاظ عليها لأن الاقتصاد القادم هو اقتصاد قائم على البيانات.