وتساءلت بالمقابل هل من لم يصادف مشاكل أو ظروف قاسية ونجح بسهولة يعتبر ناححا؛ أقصد من وجد والده صاحب شركة، فتم توظيفه من قبل والده مديرا للشركة، ومن ثمة أصبح إسمه من ضمن الناححين، صراحة أرى أن هذا الأخير لم يتذوق حقيقة مذاق وشعور النجاح

ربما أختلف معك في هذه الجزئية،، فالظروف المختلفة للناس ليست من اختيارهم، وبذلك لا يُمكننا أن نقلل من نجاح شخص مهّد له والده الطريق في البداية،، ثم أولى له الأمر في النهاية.

فلولا جهوده كذلك ما استطاع الحفاظ على هذه المكانة الرفيعة التي أوكلت إليه "وهنا أقصد من أثبتوا أنفسهم بالفعل في المراكز العليا التي مُنحت لهم على طبقٍ من ذهب!".

ربما لم يشعر هذا الشخص بالصعاب التي مر بها شخصٌ آخر وصل إلى نفس مكانته لكن بعد صراعٍ مع الحياة،، لكن بالتأكيد لا يُمكننا اعتباره فاشل أو ننتقص من قيمة نجاحه!

الهدف من هذه التدوينة رفع الهمة وتحفيز أولائك الذين يقنطون من أول تجربة فشل، وليعلموا أن ذلك الفشل هو شرط لابد منه وإلا فلن تتذوق النجاح أبدا، والظروف القاسية كذلك شرط من شروط النجاح.

إلى جانب قصة الكولونيل ساندرز، هناك أيضًا توماس أديسون، الذي فشل 99 مرة وفي المرة المائة أضاء معه المصباح!

حتى وإن لم يكن يهدف لإضاءة المصباح، لكن التكرار وعدم الخضوع للفشل منذ المرة الأولى أو الثانية أوصله إلى أماكن لم تكن بالحسبان!

للأسف نرى الكثير ممن حلونا يفقدون الأمل تمامًا عند تعرضهم لأول صدمة فشل أو رفض في حياتهم.

الفكرة أن طريق النجاح ليس مفروشًا بالورود!

أعلم أن البعض يصل للنجاح بسهولة وتُيسر له الأمور بشكل كبيرة، ولكن مَن يستمرون في الفشل حتى يصلوا لقمة النجاح لا يُعدوا ولا يُحصوا.

الفكرة تعتمد فقط على العزيمة والقدرة على أخذ الإيجابي من كل شيء وتحويل فشلك لنقطة تضعك على طريق النجاح.

فكلما فشلت اسعى لتطوير نفسك في النقطة التي سببت فشلك لتتجنبها في المرة القادمة، وهكذا حتى تصل لمرحلة لا يُمكنك الفشل فيها.

هناك جملة أحبها جدًا، تُبيّن معنى الفشل الحقيقي: "سقوط الإنسان ليس فشلاً، ولكن الفشل أن يبقى حيث سقط".

للأسف حين نقارن بين أشخاص وأشخاص من خلال الظروف الحياتية لكلا منهم، والحكم على من تيسر لهم ظروف حياتية أفضل أنهم أقل نجاحا من أصحاب الظروف الأصعب، نكون قد وقعنا أولا في فخ المقارنات، ما يُعد غير مقبول على كافة الأصعدة، أيا ما كانت الأسباب، المقارنة نفسها تتعس الشخص، نحن بفطرتنا لا نود أن نُحقق ذواتنا على أكتاف الآخرين أبدا، لذلك بمجرد أن تخلق مقارنة فأنت خاسر في كل الأحوال، حتى لو كنت الفائز في المقارنة سيظل هناك شعورا سلبيا يراودك، سببه أنك خلقت المقارنة من الأساس!

الأمر نفسه ينطبق هُنا، لا يمكننا مقارنة ظروف بظروف والحكم على أصحاب كل شكل من هذه الظروف، قرأت مرة أن كل إنسان منا له ورقة امتحان مختلفة عن الآخر، والأسئلة كذلك مختلفة، لذلك لا يجوز أن نحكم على نجاحنا بمعيار واحد، لأننا لا نجيب على الأسئلة نفسها.. أتدرك الأمر معي؟

عن نفسي مثلا، لا أجد أنني عشت حياة صعبة والحمدلله على ذلك، لكن هل معنى ذلك أنني لم أبذل جهدا لتحقيق نجاح ما؟ لا يعني ذلك بالضرورة، فالحياة الصعبة قد تكون عنصرا مثريا لقصص النجاح لكنها ليست عاملا رئيسيا لنوافق على نجاح شخص من عدمه.

حتى من يحصل على الأشياء دون كد وتعب - كمن يوفر له والده فرصة عمل مرموقة -، إن كان قادرا على اثبات نفسه والحفاظ على هذه المكانة فسيكون ناجحا (في امتحانه) دون شك، وإن لم يكن كذلك فسنجد الجميع يعرف أنه ليس هنا إلا لواسطة، وأنه غير مستحق لهذه المكانة، وفي هذه الحالة يكون خارجا عن سياق الكلام أصلا.

اعتقد أن الفشل لابد أن يكون أول خطوة للناجحين من أجل تطوير شخصياتهم وصنع شخصية مغايرة ومختلفة تستطيع تحقيق نجاح حقيقي، وللتخلص من المفايم السلبية حول التجارة والمال وخلافه