ماذا تفعل لو أخبرك ابنك المراهق أنه سيهتم بمشروعه كرائد أعمال ويترك الدراسة إلى حين مثل مارك زوكربيرغ ؟؟

كم تمنيت أن يشجعني احدهم وانا في سن صغيرة على تحطيم القيود والخروج على القوالب الثابتة التي خنقتنا وقيدت إبداعاتنا.

اعجبني انك ستشجعي ابنك يا مروة، ولو اردتي رأيي : اتركيه يحدد هل يحب إكمال دراسته الأكاديمية بالشكل التقليدي أم ربما يحب أن ينطلق في مجال الأعمال وأن يثقف نفسه بنفسه من خلال القراءات والدورات والكورسات التدريبية

هذا ما اعتقدته أيضاً، أن الأمر يأتي من جانب تأسيسي أكثر من كونه ارتجالياً لثقافة البيع والربح وغالباً هي ما ينطلق منها معظم الشباب اليوم في تدشين مشاريعهم.

لا أعلم إن كان الأمر أكاديمياً سيكون أكثر قوة في التنفيذ لكن قد يسمح لهم ببعض المفاهيم الجيدة مع أنني أتفق مع ثقافة التجربة والخطأ والدخول في السوق والتعلم والتعثر والخروج بتجارب حقيقية، يبدو لي ذلك أكثر منطقية.

مسألة أن الدراسة الأكاديمية لن تغني عن الخبرة العملية في المشاريع لا جدال فيها، أعتقد أن الممارسة هي من تكسب الشخص الخبرة وليست الدراسة بحد ذاتها.

واذا توفرت هذه الامور فيه، فلِم لا؟

لكنني أختلف معك أخ مهدي بأن التفرغ لمشاريع ريادية وإن وُجدت مقوماته في الشخص ستغني عن الشهادة.

بنظري أن الشهادة الاكاديمية مفتاح أمان و خطة B في حال فشل المشروع الريادي، هناك شهادة يُمكنه أن يجرّب حظه فيها

اعتقد أن المعادلة التي ذكرتها يا Afaf Mnayhi قد تحقق الأمن ولكنها ستقتل الإبداع

ارى ان نترك الحرية للصغار ليختاروا مستقبلهم خطوة بخطوة ونحن معهم ، ورائهم وبجوارهم ، لا أقول ندفعهم للعمل وترك الدراسة ولكن على الوجه الأخر من اراد منهم ترك الدراسة والعمل في مجال ما فلندعمه ، وهو بطبيعة الحال لن يأخذ هذا القرار وهو في السادسة من عمره، وإنما طريقته في الحديث عن مشروعه ولمعان عينيه وتوقعاته لما سيواجهه وردوده على من يهاجمه ،، كل هذه مؤشرات على مدى نضج الفكرة لديه وشغفه بها، وبالتالي جديته في ان يتخذ هذا الطريق لحياته وفي هذه الحالة علينا ان ندعمه ولا نضعه في القالب التقليدي المعتاد ، والان أسألك : هل يستطيع أي أب أو أم مواجهة الندم في عيني ابنائهم عندما يحملوهم مسئولية إخفاقهم في الحياة أو عدم شعورهم بالسعادة ؟؟

اعرف أطباء صاروا كذلك لأنها رغبة والديهم في حين أنهم كانوا يفضلون دراسة اللغات ، وإحداهن تعرضت لضغوط والدية لأنها حصلت على مجموع كبير في الثانوية العامة ، وتريد أن تدخل كلية التجارة !!!

وهناك البعض الذين يفضلون خوض التجارب الأصعب وغير التقليدية لأنها غالبًا ما ستجعلهم أكثر سعادة.

انها الحياة يا Amal Tareq

علينا أن نضرب بالسيف في خطوط متوازية ونضع في اعتبارنا اكتساب الخبرة ومجال العمل ، ولا بأس من العمل التطوعي وهناك أيضا التدريب المهني والمهارات والشغف وخبرتك ويتداخل كل ذلك مع المستوى المالي وبالتالي لابد أن ندرسه ونؤمنه قبل المضي قدماً في هذه الخطط.

ولكن ألا تتفقين معي أنه يمكن لريادة الأعمال أن تكون وسيلة رائعة للحرية المالية ؟؟؟

كلامك سليم مجهول

أكيد انه له عيوبه وأخطاءه على المستوى الانساني وربما المهني أيضا، ولكني أردت الاستناد إلى اجتهاده منذ سن صغيرة ، ومحاولته تطوير التكنولوجيا المتاحة لديه ثم تركه للخط التقليدي في الحياة الذي أتصور انه يسرق من الكثير أحلامهم ، لقد طور زوكربيرج اهتمامه بأجهزة الكمبيوتر في سن مبكرة. عندما كان في الثانية عشرة من عمره ، استخدم جهاز الألعاب الشهير وقتها (الأتاري) لإنشاء برنامج مراسلة أطلق عليه "Zucknet". وقد استخدم والده هذا البرنامج في عيادته فقد كان طبيب أسنان، حتى يتمكن موظف الاستقبال من إبلاغه بمريض جديد دون الصراخ عبر الغرفة. كما استخدمت العائلة أيضًا Zucknet للتواصل داخل المنزل.

ولكن ألا تتفق معي مجهول في أن النظام التقليدي في الدراسة يضيّع الموهبة أحيانا ويفقدنا سنوات من عمرنا في الحصول على شهادة نعلقها على الحيط ولكن لن تفيد بقوة في مجال العمل، وأرى أن الإتجاه العالمي هو ما الذي تجيد عمله وليس ما هي شهادتك ؟؟

أنطلق من هذه الدراسة في التعقيب على الأمر نجلاء، لأننا يجب أن ندرس سبب هذا الخيار، ربما فعلاً في بريطانيا تتوفر الكثير من المقومات التي تجعل الشخص قادراً على اتخاذ مثل هكذا قرار، الاهتمام بريادة الأعمال والبرامج التدريبية بل لربما يكون هناك مدارس خاصة ترعى الجانب الريادي في الشخص بدلاً من المدارس التقليدية.

لكن لو اطلعنا على العالم العربي، بالتأكيد هناك جولة كبيرة في النهوض بعالم الأعمال والريادة لكن أظن أن الأمر يعتمد في النهاية على الربح والخسارة أكثر مما هو تأسيسي، لذلك لن أؤمن أن الخيار ناجح للمراهقين في الوقت الحالي.

قد يكون الأمر لاحقاً أكثر تمكناً، حين يكون للمشاريع ثقلها التأسيسي وقدرتها على الصمود كبداية على الأقل، لكن في المستقبل ولأكون أكثر تفاؤلاً سأقول المستقبل القريب أظن أننا سنسمع عن مراهقين بالفعل بدؤوا مشاريع الخاصة.