الطلاب الذين فازوا بالمسابقة

مرحبًا،

هناك مقولة شائعة في مجتمع ريادة الأعمال تقول أنه يجب على كل الطلاب الجامعيين الحصول على تدريب أو شهادة أو دورة في مجال ريادة وتطوير الأعمال مهما كان تخصصهم الجامعي يجب أن يحصلوا على هذا النوع من التدريب.

لديّ حماس كبير جدًا مع مشاريع الطلاب أثناء الجامعة وقمت بتغطية ثلاث شركات ناشئة في مدونتي كلها خرجت ضمن مشاريع جانبية أثناء الدراسة الجامعية أو كانت مشاريع تخرج للطلاب.

اليوم مصادفةً قرأت خبر عن (مسابقة «إيناكتس» لريادة الأعمال والمشاريع المجتمعية) وهي منظمه تنموية غير هادفة للربح موجوده في 1600 جامعه على مستوى العالم. الهدف من هذه المسابقة هي تعليم التفكير وتطوير الأعمال للطلاب. كيف يخلق مشروع من الألف للياء.

حل المشاكل، مساعدة المجتمع، خلق حياة كريمة للأسر، تنمية المجتمع، خلق جيل واعي .. هذه بعض الفوائد التي يمكن أن تعود على المجتمع من تبني مثل هذه المبادرات المجتمعية داخل مجتمعات الجامعة. حيث الحماس، والشباب، والشغف لازال موجود وفي بدايتة. ومن هنا يتم خلق ريادة أعمال مجتمعية بشكل صحيح.

قصة نجاح من مصر

الشيء المبهج هو حصول طلاب جامعة الأزهر على المركز الأول عالميا بمسابقة "إيناكتس" لريادة الأعمال والمشاريع المجتمعية، ممثلين عن مصر، بعد تفوقهم على أكثر من 32 دولة مشاركة.

كانت هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها (الأزهر) ومع ذلك حصلت على المركز الأول. بصدق كان شيء مُثير بالنسبة لي. لأني أعرف عن الأزهر الشريف أنه مكان لطلب العلم الشرعي (وهذا قصور مني في المعرفة)، لكني تعمقت أكثر في البحث وأكتشفت أشياء جميلة مثل حاضنة الأعمال التكنولوجية بجامعه الازهر.

كيف نجح طلاب الأزهر؟

لم يكن المشروع ضيق الحدود داخل أسوار الأزهر بل تعداه ليصل إلى القرى المحافظات المجاورة. وهنا التأكيد على الدور الحقيقي لرائد الأعمال في التغيير المجتمعي.

لديّ حماس منقطع النظير مع أي مشروع يخص (إعادة التدوير) وخلق مصادر جديدة للحياة. وبث الحياة من جديد. وإصلاح المجتمع وبيئة المجتمع. كلها أمور وتصرفات تعكس فكر نير قادر على التغيير.

كان الحل الذي قدمة الطلاب يتعلق بإعادة التدوير من خلال إيجاد طرق مبتكرة لتحويل قشر الجمبري غير المستخدم في قرية شكشوك بمحافظة الفيوم، لإنتاج خمس منتجات رئيسية (التوابل، الأسمدة العضوية، الماسكات الطبية، مزارع جمبري، فلاتر عضوية)

ليس هذا فحسب بل؛ تنقية البحيرة، والتي تم استخدامها لحماية أكثر من 1500 طبيب، واستطاع الفريق تمكين أكثر من 800 سيدة بالقرية للحصول على عمل دائم لأسرهم بعد مجموعة من عمليات البحث والتطوير، كما تمكن المشروع من تقليص نسبة البطالة في القرية ورفع الدخل للأسر بنسبة 320%، وتقليل نسبة التسرب من التعليم لأكثر من 1300 طالب في المراحل التعليمية المختلفة

قام بتنفيذ المشروع أكثر من 106 طالب أزهري

لماذا هذه المشاريع مهمة للوطن العربي؟

اليوم الحكومات العربية عاجزة تمامًا عن خلق حلول لمشاكل وتحديات مثل (البطالة، إصلاح مجتمعات الريف، مشاكل الأحياء العشوائية، أزمة التعليم، خلق وظائف للخريجين الجدد ... الخ) وغيرها من التحديات التي تشترك فيها كل الدول العربية بلا استثناء.

يمكن أن نقرأ في تفاصيل هذه القصة حلول علمية وعملية لمشاكل المجتمع. وبذلك نتأكد ونؤمن أن المجتمع سوف ينهض من خلال مثل هذه المشاريع الصغيرة ذات الأثر والتأثير الكبير.

هذه المشاريع الصغيرة حقتت نجحا قد تعجز عنه (المنظمات الحكومية البيروقراطية ). لذلك يمكن لهذه المجموعات الصغيرة من الرياديين أن تساهم في نهوض المجتمعات العربية. حققت هذه المشاريع نجاحات مهمة تمثلت في:

١- خلق منتجات جديدة، توفر على الدولة استيرادها.

٢- تحفز هذه المبادرة على خلق مصانع أكثر لمثل هذا النوع من المنتجات

٣- ستم اقتباس الفكرة في مجالات أخرى. إعادة تدوير أخرى، مصانع أخرى .. وهكذا نحن نتعامل مع دائرة

٤- توظيف أبناء القرى والمحافظات في قراهم دون مغادرتها للعاصمة (القاهرة) بحثًا عن فرص عمل. وهذه نقطة جوهرية.

٢- حماية صحة المجتمع (تنقية مياة البحيرة) هذا عمل نبيل جدًا. وسوف يساهم في خلق مجتمع صحي ونشيط ومتعاون.

٣- تقليل نسبة التسرب من التعليم، يمكن هنا قياس الآثار الجانبية الغير متوقعة (لعملية تدوير صغيرة).

٤- النجاح. نجاح أبناء الريف في خلق مجتمع صحي. سوف يتسرب إلى تحديات ومنافسات بين أبناء القرى وهكذا

علينا أن نحتفي بمثل هذه المشاريع الريادية ونصفق لها ونجعل من هؤلاء الشباب أمثلة يحتذى بها. هكذا يمكن أن نقوم بتعمير الأوطان والنهوض بالشركات.