استغربت حقاً حين وجدت قول بيل جيتس هذا، فـ لم أكن لأفكر أن الكسل ممكن أن يُخرج أفضل ما فينا، لكن عبر التاريخ كان هناك أشخاص تبنوا وحققوا هذه المفارقة بين الإنجاز والكسل بشكل لفتني حين إطَّلعتُ على الأمر.

كان تبني هذه النظرة عام 1947 من قِبَل كلانس بليشر Clarence Bleicher وهو المدير التنفيذي للسيارات حين أعطى نصيحته هذه بينما هو في جلسة للكونغرس الأمريكي حيث قال

"عندما يكون هناك عملاً صعباً في المصنع ولا أجد طريقة سهلة للقيام به، أُسلمه لرجل كسول، وأعلم أنني سأجد طريقة لحله خلال عشرة أيام، ثم نتبنى طريقته تلك في العمل"

ليرد عليه أحد الحاضرين "كيف تقول أنك ستضع رجلٌ كسول في وظيفة للعثور على طريقة سهلة للقيام بها! لماذا تختار رجل كسول بدلاً من عامل مجتهد؟"

ليرد عليه بليشر ضاحكاً "تلك كانت تجربتي!"

ولو فكرنا قليلاً لوجدنا أن معظم الأشخاص الذين يقومون بتأدية مهامهم بطريقة نمطية دون أي محاولة لتفصيلها وتحليلها ومن ثم اِكتشاف خطوات أسهل لعملها، يؤدي هذا بهم إلى خلق حركات غير ضرورية، ومهما كانت الطاقة والحركة المبذولتين في العمل لن تعني بالضرورة الكفاءة الدائمة في النتائج.

وحسب علم النفس فإن الشخص الكسول يميل لبذل جهد ذهني دون شعوره بضرورة مقابلة جهده هذا بجهد بدني، أو شعوره بحاجته لبذل الجهدين (الذهني والبدني) في نفس الوقت.

بالتالي قد يكون الشخص الكسول لديه طاقة مؤثرة في مجالات التفكير والابتكار والابداع، فالدماغ وإن كان يمثل 2% من إجمالي وزن الجسم إلا أنه يستخدم 30% من طاقة الجسد.

لذا يرى البعض أن المهام الصعبة لا تتطلب خبرة واسعة وكفاءة كبيرة ولا تقتصر فقط على أن يقوم بها الأشخاص الذين يجتهدون ويتعبون فقط، بل يمكن لشخص كسول من خلال إتباع تفكير غير نمطي (بصفته كسولاً) جعل خطوات تنفيذ هذه المهام بسيطة وسهلة وفعالة.

لو كنت صاحب شركة ولديك مهام صعبة هل ستنظر لهذا المبدأ بجدية في توظيف الأفراد أم أنك لن تراه واقعاً؟