مرحبًا،

يبدو أننا سنشهد في الفترة القادمة تحرك نحو الاستثمار في الشركات التي تعمل ضمن قطاع (العمل عن بعد) أو تقدم منتجات عن بعد، أو تتبنى هذه الثقافة. كمتابع لقطاع الشركات الناشئة وجدت في الفترة الأخيرة بأن الاستثمارات ذهبت نحو مجال لم يكن أحد يعرف عنه شيء أو لم يعطيه أحد ذاك الاهتمام، وأعني هنا (العمل عن بعد).

أمثلة على صفقات تمت و تتم

1- حصلت شركة Remote على تمويل بمبلغ 11مليون دولار.

2- حصلت شركة Bevy التي تقوم ببث الفعاليات والمؤتمرات الافتراضية على جولة تمويل جديدة بقيمة 15مليون دولار.

3- حصلت شركة Lili وهي (بنك افتراضي يقوم بتمويل الفريلانسر) أو المستقلين. على تمويل بمبلغ 10 ملايين دولار.

4- نمو شركة زوم.

5-الرعاية الصحية عن بعد

هذه الصفقات يمكن أن تعطيك مؤشرات على أن معدل الثقة أرتفع، و وصل إلى الاعتمادية الكاملة من الشركات الكبرى على العمل بعد، وشهدت أغلب الخدمات التي تقدم منتجاتها عن بعد، نمو في عدد المستخدمين، وهو ما أغرى صناديق الاستثمار على الاندفاع نحو هذه الشركات وتمويلها. رغبة في ضمان حصة مؤثرة في شركات قد تقود الصناعة في المستقبل.

هل سوف يستمر الاستثمار؟

يتحدث المستثمرين عن (تغير عادات المستخدمين) وتأثيرها على الشركات والمنتجات. كمن يقارن بين صالات السينما وبين نتفلكس. وهناك آراء (تذهب بعيدًا في طريقة تفكيرها) وتقول أن صناعة السينما لن تعود كما كانت. هناك مستخدمين للتو عرفوا نتفلكس و هولو وأمازون فيديو .. ستكون هذه الخدمات هي وسيلتهم الدائمة لمشاهدة الأفلام. وربما تنخفض نسبة ذهابهم للسينما إلى عدد أقل بكثير من السابق. لذلك من المؤكد أن أغلب القطاعات سوف تتأثر وتحل محلها بدائل. سيستغرق الأمر سنوات قليلة حتى يكون هناك إحلال تمام لخدمات جديدة مقابل خدمات قديمة.

هل ستفشل هذه الاستثمارات؟

عادةً تقوم صناديق رأس المال المخاطر بضخ الأموال في قطاعات جديدة (ومن هنا اكتسبت اسمها)، هناك حجم مخاطرة كبير جدًا، هل سوف يستمر المستخدم في حضور الحفلات الغنائية أونلاين؟، هل هناك من سيقرر عدم الذهاب للسينما أبدًا، هل سنشهد تراجع وحذر في استخدام وسائل النقل العامة ونستبدلها بالسكوتر. (شركات السكوتر شهدت استثمارات هي الأخرى)، ليس هناك خيار مؤكد في ذلك. لكن الرهان كما أسلفت على قاعدة مؤكدة (سنشهد تغير في عادات وسلوك المستهلكين). :)

ماذا عن منطقتنا العربية؟

المنطقة العربية شهدت حركة استثمارات في الفترة الأخيرة وإغلاق جولات استثمارية. لكن هذه الجولات التي تم تسجيلها في أبريل بدأت منذ وقت مبكر قبل اندلاع الأزمة، ومع ذلك شهدنا أمس إغلاق أكبر جولة تمويل لتطبيق جاهز للتوصيل بقيادة "IMPACT46" بقيمة 137 مليون ريال كأكبر صفقة في الإستثمار الجريء في السعودية، وهي تكشف عن أن السوق لازال قادر على جذب استثمارات جديدة وقوية. وسنشهد الكثير منها.

ما هي أهم القطاعات التي ستشهد استثمارات قادمة؟

اليوم المستخدم تغير سلوكه، المستثمر تفتح عيناه على قطاعات جديدة، المشرع الحكومي أصبح أكثر مرونة. لذلك أتوقع الآتي.

-مجال التعليم عن بعد، ،الشركات الداعمه أو المقدمة لأي خدمات في مجال تكنولوجيا التعليم

  • أدوات وبرمجيات العمل عن بعد

  • الصحة، مع مجالات صحية واعدة مثل تقديم الرعاية الصحية عن بُعد (Telehealth) والتطبيب عن بعد (Telemedicine).

  • قطاع المطاعم مع ما بات يُعرف بالمطابخ السحابية أو المعتمة (Dark Kitchens)

-القطاع اللوجيستي بشكل عام.

المصادر التمويل التي تحدثت عنها هنا