أصبحت ريادة الأعمال هي حلم معظم الشباب وحتى معظم الفتيات في المجتمع العربي، وأصبح كل ما تعنيه الوظيفة مجرد مصدر للأموال التي يحلمون بإدخارها لإنشاء مشروع خاص بهم .

في الوقت ذاته لم تعد للوظيفة أهمية ولم يعد هناك أي طموح بتدرج وظيفي او ولاء للمكان الذي تم التوظيف به، وبالتالي بمجرد وصوله إلى الهدف الذي يسعى إليه يمكنه ترك وظيفته بسهولة بغض النظر عن أثر ذلك على جهة العمل التي يعمل بها .

ما يجهله البعض ان هناك رابطة قوية بين اشغال الوظائف ونجاح اي مشروع، ففي الواقع لا يستطيع شخص تولي كل المهام الإدارية والعملية لنجاح مشروع بمفرده، ويتطلب الأمر موظفين متخصصين يباشرون هذه الأعمال بإحترافية لكي تؤثر إيجابيا على نجاح المشروع .

وبالتالي لو فكر جميع الموظفين في ترك وظائفهم والاتجاه إلى ريادة الأعمال ستفشل العديد من المشاريع، وبدلًا من الظن السائد عند الكثيرين بأن ريادة الأعمال تسود المجتمع، ستخسر معظم المشاريع ويقل مُعدل التوظيف وهو ما يؤثر على على نمو الاقتصاد بشكل عام.

اذا تعمقنا في الأسباب التي تؤدي إلى انتشار فكرة ترك الوظائف سنجد أولها هو عدم تقدير الشركات للموظفين، فمثلًا تتعامل معظم الشركات مع الموظف بانه آلة، ويقومون بتوليته مهام متعددة برواتب قليلة، في حين أنه يحتاج إلى التقدير المادي والمعنوي حتى يشعر بأنه يعمل في مكانه، خاصة وأنه من وجهة نظري الخاصة ان الموظف شريك في الشركة بعمله وجُهد المؤثر إيجابيا فيها .

ومن زاوية أخرى يرى معظم الموظفين مهما كان مُقدر وناجح في مجاله العملي، أن طموحه الحقيقي هو إنشاء مشروع خاص به يكون هو صاحبه، قد تكون هذه الفكرة ناتجة عن صفات شخصية مثل حبه للسُلطة ورفضه لسُلطة الأخرين عليه، أو طموح في ان يصبح دائمًا أفضل، في حين أنه قد يفشل في إنشاء مشروع خاص وينجح في الوظيفة .

ريادة الأعمال والوظائف سلسلة تُكمل بعضها، لا يمكن العيش بدون مشاريع ناجحه، ولا يمكن النجاح بدون موظفين طموحين ناجحين، ولذلك نحتاج إلى عودة فكرة ريادة الأعمال من الأشخاص المتخصصين القادرين على امتلاك مشروع وادارته وتقدير الموظفين الذين يعملون في هذه المشاريع، وكذلك نحتاج من الموظف عودة ولائه إلى المكان الذي يعمل به وإعطائه حقه في العمل والطموح في التدرج الوظيفي والاستفادة من المكان وافادته في نفس الوقت، وإدراك فكرة ان ريادة العمل ليست في مشروع خاص، بل يمكن لكل موظف ان يكون رائد في مجاله ووظيفته.

ما رأيك في فكرة أن الموظف لا يقل أهمية عن رائد الأعمال ؟