مرحبًا يا أصدقاء،

أمس كانت أحتفالية اليوم العالمي للغة العربية التي تُصادف يوم 18 ديسمبر من كل عام، الحقيقة أني رفضت أن أتحول إلى "روبوت يتحدث الفصحى" في تويتر وفيسبوك. نعم هذه أهم طقوس الفعالية مع الأسف : )

لكني أردت أن أفتح نقاشًا عن سؤال لطالما كان يشغلني ويشغل الكثير منكم "أين عصفت بنا صفحات الويب نحن المهتمين بالتقنية"، خلق المحتوى العربي على الإنترنت تم بنائه على يد جيل كامل مع رواد التقنية العرب. ثم تسليم الراية إلى جيل "لا يدوّن أفكاره" ويعتمد على حساباته في الشبكات الاجتماعية. لست متشائم لكني أفتقد تلك الأيام الجميلة

لطالما كنا ننتقد المحتوى العربي ونكرر في مراجعاتنا السلبية بأن المحتوى ضعيف وغير كاف، ثم نذكر تلك الآرقام والمقارنات عن نسبة المحتوى العربي المتدنية مقارنة بعدد السكان، ثم نوقف عند ذلك ولا نفعل شيء، اتخذت قاعدتين هنا (أتوقف عن نقد المحتوى، أساهم بما أستطيع في مجالي، لذا كتبت 70 قصة من قصص الشركات الناشئة في العالم العربي)

حسناً لنتفق أن المبادرات الحكومية التي رفعت دعم المحتوى العربي كلها فشلت لأنها اعتمدت على التطوع، والتطوع لا يبني لك محتوى ولا يخلق لك مجتمعات نقاش. خلق المحتوى هو استثمار طويل الأجل بعيد عن يد الحكومات العربية قريب من فكر وروح بدايات الإنترنت.

عندما نتحدث عن المحتوى الرقمي العربي، فإن حديثنا يتقاطع مع عدة مجالات بداية بالنشر الإلكتروني واللغة العربية والتعليم والفكر و وصولًا للبرمجة، المشكلة لن تحلها مبادرات حكومية إعلامية كبرى، مؤقتة وتأتي تحت غطاء حملات علاقات عامة. :(

صدقوني المشكلة هي أجمل فرصة سانحة للاستثمار من القطاع الخاص، اليوم لدينا جيل كامل لديه وصول للإنترنت، ومع ذلك يفرغ كل طاقته في الشبكات الاجتماعية التي اصبحت مكان للصراعات السياسية وحسابات السبام، بحيث خرجت من كونها منصات للنقاش إلى منصات للصراخ الرقمي. :)

أنظر إلى أي بلد في العالم تجد قائمة "الترند" أو الموقع الذي يشكل رأي غالبية الناس ليس موقع من مواقع الشبكات الاجتماعية، لكن عربيًا الوضع مختلف مثلًا في مصر يبحث المصريون عن الترند في بلادهم من خلال فيسبوك، فالسعودية من خلال تويتر، الكويت ربما انستقرام ..وقس على ذلك بقية البلاد العربية.

الفرصة ساحنة حتى نعيد تعريف الانترنت العربية، شيء أشبه ب reddit عربية من خلالها نعيد خلق مجتمعات النقاش العربية، نخلق بيئات تعاون عربية عربية، ندير محتوانا بعيدًا عن مزاجيات مارك زوكربيرغ و جاك دورسي. 

مؤشرات تدعو للتفائل:

١- أتابع 284 مدون عربي على فيدلي منهم من يدون بشكل أسبوعي " نقلت جزء منهم إلى موقع أنا"

٢- عودة القوائم البريدية بقوة، دليل على أن المستخدم يريد محتوى بعيد عن الشبكات الاجتماعية

٣- هناك الكثير من Geeks العرب من أغلق حسابه في الشبكات الاجتماعية أو جعله مقفل على دائرة نقاش مصغرة

٤- المستخدمين لديهم قابلية لكتابة تغريدات متسلسلة في تويتر "تُعادل تدوينة من 500 كلمة".

٥-هناك عدة مشاريع في مجال المحتوى "أتابع 40 منصة عربية للمحتوى الجاد" لاقت نجاح كبير وحجم القراء كبير جدًا.

٦- أصبح هنالك تقدير وفهم من الشركات الناشئة بأن خلق المحتوى يحتاج لصناع محتوى يدفع لهم.

٧- أصبح التسويق بالمحتوى حديث الكثير من رواد التقنية، وهذا رافد قوي على خلق محتوى تنافسي.

وغيرها من المؤشرات التي تجعلني متفائل بحسوب، وأتطلع للكثير من منتجاتها لاجتذاب المزيد من رواد التقنية ومحبيها.