اهذا مايريدون؟

اجتماعٌ يمتلئ بتعابيرٍ جامدة متملقة وخلق أحاديثٍ لا معنى لها سوى تزييف السعادة وتمثيل الحب والاستمتاع

ألا تملون هذه المشاهد؟ ولماذا أُجبر أن أكون مُشارك في هذه المسرحية المبتذله معكم؟

كيف لي أن أتحمل كل أعباء التمثيل هذه على عاتقي خلال سنين حياتي؟

هل سوف تحدثُ معجزةٌ ما ونتوقف جميعًا عن لعب هذه اللعبه ؟

تلك اللعبه التي تجعلك تتحمل رؤية جميع انواع النفاق والمجاملة

تلك التي تجبرني أن ابتسم في وجه ذلك الشخص لإطلاقه "نكته" ، ذلك الشخص الذي يدب السمّ خلال جسدك في كل مرةٍ يلقي فيها واحدةً من تلك "النكات"

والذي في نظر الجميع هو مجرد شخصٍ نقي ذو قلبٍ أبيض لا يحبس في نفسه كلمةٌ عبرت في عقله ، بذلك العذر البغيض " كل مافي قلبه على لسانه "

اواجبٌ علينا التماس عذرٍ له؟ أن نقبل ونبتسم لكل مايقوله حتى لا يُقال عنّا اننا عدوانيون؟

لطالما لبيتُ ذلك الواجب بابتسامةٍ رحبه لأنني وللأسف لا أعرف المواجهه

لن أُجادل وادّعي القوةِ والشجاعة فما أنا إلا متضررٌ يُريد الهروب من ذلك المسرح بأي وسيلةٍ للهرب

لطالما اعتدتُ التمثيل والمجاملة ومجاراتهم بما يريدون ويحبون ويرضون فيه ولو كان ظاهريًا فقط ويدمرُ اكنان نفسي فِداءًا لهم

ولكنني لم اعد احتمل أكثر

لا أعرف هل وصلت لما يسمّى بلحظة الصحوه؟

ام انني للتو استسلمت لقناعاتي ورأيتُ ماحولي بصورةٍ كاملة وواضحه؟

لم اعد استطع تجاهل كل تلك الحماقات والتظاهر بأنني منسجم تمام الانسجام في حين انني كنتُ اعاني وابذل قصارى جهدي لإتمام هذه المسرحية في سلام

وبالفعل ، قد عمّ السلام للجميع وناموا في سباتٍ وأمان وكأنما كل مايحدث مجرد طبيعةٍ بشرية وروتين متوقع

إلا لنفسي ، لي انا

إذ تأخذ الافكار تعصف بعقلي بعنف وكأنها تؤنبني لما فعلت ، لما اقترفت من ذنبٍ عظيمٍ في حق نفسي

ويظل ذلك السؤال يجول عقلي ما حييت

لماذا انا مُجبر؟

وهل املك الخيار في ذلك؟

ما أُحاول إيصاله انني سئمت من هذا المسرح

سئمت هذا الدور

سئمت التزييف والمجامله

وا أسفاه لما مضى وانتهى ولم يخرج من صدري وقتها وظل يحفر في احشاء نفسي ، حتى وصلت لهذا الحال المهزوز

لا أُريد سوى نفسي ورضاها

لا أعلم إن كانت تُصنف من جانبٍ أنانيّ ولكن لا بأس

لطالما احتقرت نفسي لما تفكر فيه ، افلا تستحق نفسي هذه العزله كمكافأة لها لما تحملت من صعوباتٍ وعقبات للوصول هُنا؟ حتى ولو كان الوصول بعد عثراتٍ وجِراح

لطالما استحقت العيش في هذا الظلام المُطمئن

بعيدًا عن ضوضاء التملّق

لأنني وببساطة لم اعد مجبرًا

ألستُ كذلك؟