هذه الحياة التي نحياها لا يمكن أن تخلو من المشكلات والصعاب، ففي كل عمل وفي كل موقف تظهر لنا العوائق والمشكلات التي تستدعي منا مواجهتها بشجاعة، وتكون تلك المواجهة بالاستعداد والتخطيط والعمل الدؤوب الذي يجعلنا في أمان إن هبت العاصفة.

أراد أحد الأثرياء أن يشتري مزرعة تقع على مقربة من شاطئ المحيط، وكانت المنطقة معروفها بشدة الرياح التي تهب عليها وتعرضها للعديد من العواصف والنوات على مدار العام.

فقرر الاستعانة بعدد من العمال ليقوموا بأمر رعاية المزرعة، وما بها من حيوانات وطيور ومزروعات، وعندما أعلن عن رغبته في توظيف عدد من العمال؛ تقدم إليه عدد من الأشخاص الذين تعرفوا على مكان المزرعة، وما تتعرض له من عواصف وأعاصير؛ فلذلك رفض كل من حضر المقابلة العمل في هذه المزرعة بسبب خطورة الحياة في تلك المنطقة .

في نهاية اليوم تقدم رجل نحيل الجسم كثيف الشعر؛ ليعمل بالمزرعة فأخبره صاحبها أنها في مكان تكثر به العواصف والأعاصير فوافق الرجل على العمل، ولكنه قال لصاحب المزرعة جملة لم يتمكن الرجل من فهمها قال :"أنا الرجل الذي ينام عندما تهب العاصفة".

ولأن صاحب المزرعة لم يجد من يعمل لديه سوى هذا الرجل فقرر أن يستعين به للقيام بأعمال المزرعة بدلاً من يعود بلا عامل يساعده.

أخذ الرجل النحيف يعمل عملاً جيداً في المزرعة ، وكان طوال الوقت في عمل من شروق الشمس إلى غروبها، وكان صاحب المزرعة مسروراً جدا بنشاطه وصبره وحبه للعمل، فقد كان مثالاً للعامل الصبور المتفاني في عمله، وبدأت اثار لمساته تظهر على شكل المزرعة التي تحولت الى مزرعة مثالية في الإنتاج والجمال، وكذلك زادت أعداد حيواناتها وإنتاجها من اللحوم والألبان والبيض وغيره .

 وذات ليلة هبت عاصفة شديدة، وبدأت الرياح تزمجر؛ مما أيقظ صاحب المزرعة مذعوراً وخرج مسرعاً حيث ينام العامل فوجده يغط في ثبات عميق، فأيقظه، وأخبره بأمر العاصفة، فنظر إليه الرجل في حسم، وقال: "ألم أخبرك بأنني الرجل الذي ينام عندما تهب العاصفة؟!!!" .

 كاد الغضب الذي سببته هذه الكلمة أن يذهب بعقل الرجل لكنه يخشى على مزرعته وحيواناته وطيوره، وبدلا من أن يضيع الوقت خرج مسرعاً خارج المنزل ليستعد لمواجهة العاصفة.

 ولكنه وجد كل شيء على ما يرام فقد حصنت جوانب المزرعة، وغطيت الحظائر وتم تقوية أعمدتها وأحكمت الأبواب والنوافذ، ولم يعد هناك خطر قد ينتج بسبب العاصفة فقد استعد العامل للعاصفة قبل قدومها؛ فلذلك نام مطمئناً ولم يجزع، أو يرتبك.

عندما نستعد جيداً فليس هناك ما نخافه، ولا يوجد ما نخشاه، فكن مستعداً فالحياة سترسل عواصفها في أي وقت.