كيف يمكن أن نميز بين فعل به تضحية وآخر يخفي ضعفنا ؟

فكيف نفرق بين أفعال التضحية والضعف، ولو أدركنا أنه ضعف ما السبيل للنجاة ؟

أحياناً نبرر لأنفسنا الضعف أو أي سلوك مرفوض ذاتياً، لأننا نعتبر أن ذلك حقاً سبيلا ًللنجاة أو هروباً من الحقيقة المرة.

بالضبط كمن يقول أنا لا أكذب ولكنّي أتجمل، هو يهرب من مواجهة المجتمع له بضعف الشخصية فيقنع من حوله أنه يضحي ربما يتم تقديره في المستقبل، في رأيي التضحية تتطلب أن يكون هناك هدف أو شخص أضحي من أجله، ولكني غير مجبر على ذلك وإن قمت به رأيت ذاك مردود في هيئة تحقيق الهدف.أما وأن أجد أنني مجبر لسبب أو لآخر (وقد يكون سبباً وجيها بالمناسبة)، فيكون لزاماً أن أسمي كل شيء بمسماه الحقيقي لأنه كالداء الذي يجب أن تتم معالجته آجلاً أم عاجلاً.

برأيي المواجهة هي الحل الأمثل، لأن الواقع يثبت للأسف أن من يعمل أكثر في وقتنا الحالي يتم استغلاله بدلاً من أن يُكافأ. إحدى صديقاتي كانت تمر بموقف مشابه إذ كانت تُكلف دائمًا بمهام زميلاتها الغائبات دون مقابل، بدافع "الطيبة" كما يقال، لكنها بعد فترة شعرت بالإرهاق والإحباط فنصحتها إما بالمواجهة أو ترك العمل حتى لا تستنزف طاقتها دون مقابل، فقررت أن تتحدث مع مديرها بهدوء واحترام، ووضحت له أثر ذلك على إنتاجيتها، واقترحت آلية واضحة لتوزيع المهام بعدل، والمفاجأة أن المدير استجاب بل وبدأ يُظهر تقديرًا أكبر لجهدها، لا بد أن تخبر صديقك أن قول "لا" أحيانًا والمطالبة بحقه، لا يُعد ضعفًا ولا وقاحة، بل هو احترام للذات ووقاية من الاستنزاف.