الآن و في هذا الوقت العسير من الليل،

تبدأ الأهازيج الحزينة بالبحث عن أهلها، ونحن التعيسان أنا و أنت ملاذ لها، فكلانا مرميان فوق سررها، و الشوق يجتاحنا، يطوف من حولنا ويمتص رحيق أفئدتنا مثلما يمتص النحل رحيق الأزهار، 

يفصلنا شبران بسيطان في الخيال، و هوة من الزمن القاسي كقلبك، و تفصلنا مسافات طويلة من الخيبة، 

و أكيالا من الحروف المصابة بحمى الحياء في لحظة اردناها معافاة وعارية تماما من وشائح الاحتجاب، لتنقدنا، لتنقدنا من الصمت القاتل والبعد المريب . 

 ‏

 ‏أخدت آخر ما تبقى لي في اليوم من الألواح الحزينة المركنة في أخيلتي التي أرسم فيها ملامحك وحياتنا مع بعضنا طوال اليوم. 

 ‏نظرت إليها بآسى وجدت نفسي فيها كئيبة و وجهي شاحبا قليلا حتى عيناي فقدتا رونقهما المعتاد، 

 ‏أما إبتسامتك كانت فاترة لم أتمكن من رؤيتك بوضوح  

 ‏

لم أستطع أن أراك ‏كان بيني وبينك ضباب كثيف وكنتَ تندمج معه كنت كالغيم المرفل يحلق بعيدا إلى حد ما، جمعت كل أشلائي و حاولت أن أتبعك إقتربت و أمسكت بيدك كانت لمساتنا باردة، كتلك الأغاني الصماء، إمتزجت أرواحنا، فذاب العالم في أعيننا لم يبقى أمامنا شيء نراه سوى بعضنا البعض وحدها الورود من بقيت تغني لنا، و تعزف مواويل الفرح و الليل آخيرا رتل معنا آيات السرور، 

 ‏

 وبقليل طافت علينا أنفاس طفيفة من الاقتراب اللاممكن و ببطء ببطء أضحى وجودنا في اللوح مع بعضنا حملا ثقيلا أضحينا ككتلة مريرة من العناء وبطريقة ما نجحنا في التجرد من بعضنا أو على الأقل هذا ما ظنيناه،

===============================

هل سبق لكم أن أحببتم بعيد شاركو معي مثل هذه القصة؟؟

أحبكم في الله 😍