أجنحة الثراء والارتقاء الروحي


التعليقات

يوجد قول مأثور في اللغة الفرنسية يقول "Mon seul véritable adversaire, c'est moi-même"

عدوي الحقيقي هو أنا. بمعنى إذا عمل الانسان على تطويره نفسه بإستمرار أي شخصيته اليوم أحسن مما كانت عليه بالامس و هكذا دواليك فسيصل حتما إلى الارتقاء روحيّاً وعقليّاً وماديّاً

أتفق تماماً مع ذلك

شكراً على إبداء رأيك.

كلام جميل، فشكراً لك على المشاركة.

لكن أحدهم قد يطرح عليك رؤية أخرى يا عبدالرحمن، وهي أن يقول بأن الواقع يفرض نفسه ليس فقط على مستوى المادة والظروف، ولكن من حيث العقل الذي هو أساس كل شيء، قد يظن الشخص أن عدوه في الخارج، وهو في هذه الحالة منطقي للغاية، حيث أننا إذا بحثنا عن أعداء لنا في الخارج فحتمًا سوف نعثر على بعضهم في الفساد المحيط والظروف الصعبة، هل تعتقد أنه من العدل أن نحمل الإنسان مسئولية ما يحدث خارجه ليس فقط ما يحدث داخله؟

أعتقد أنك ترمي بكلامك هذا حول شيء آخر أكثر بعدًا، وهو أن النظر إلى الغير عمومًا يضيق الصدر ويجلب الفقر، وهذه هي طبيعة النفس البشرية، تمد عينيها دائما لما هو أعلى منها.

فنجد أن بعض الناس يعيشون لهدف واحد وهو مثلا الحصول على وظيفة معينة براتب معين، ويكون هذا هو حلمهم وأملهم، ويظلون في ضنك من العيش بسبب مقارنة أنفسهم بغيرهم ممن هو في هذه الوظيفة، حتى إن وصلوا إلى الوظيفة المنشودة، سرعان ما تراهم يتطلعون إلى وظيفة أعلى براتب أعلى، وينسون أنهم كانوا يريدون ما هم فيه الآن، ثم يقعون في نفس دائرة المقارنة، فلا يستمتعون بالموجود، بل يشعرون بفقده، ويكون هذا سببا في شقائهم أبد الدهر

أشكرك على الإضافة القيمة التي أثرت النص المقتبس عن كتاب «أسرار ستغير حياتك»، لمؤلفيه (نابليون هيل، ديل كارنيجي، جوزيف ميرفي).

لكن نماذج كثيرة من الناس سوف أترى بأنها أحق بالمزيد، حيث أن الطبيعة البشرية تحتاج فطريًا إلى المزيد، فمن دون المزيد من الطعام والشراب لن نعيش، وحين ينظر الإنسان غلى ما هو أعلى منه يكون هذا موضوعيًا للغاية في عالم يدفع نفسه بكل مقوماته إلى الارتقاء، ما رأيك في الطرح الذي يقول أن النظر للغير سلوك طبيعي وليس سلوك سيء؟

حين يجد الشخص في نفسه إمكانيات كثيرة ثم يلفى مكانه في موضع أدنى من المُتوقع، فليس أمامه سوى أن يحزن ويملأ محيطه بنظرات ساخطة وناقمة، غلى أي مدى تجد أن هذا الطرح صائب؟

أعتقد أن أحدنا لن يتمكن من أن يغير من واقعه إذا كان يحقد على الحاقدين (يكرههم)، لأنه من غير المنطقي أن نكون شيئًا نحن نكرهه، وإذا كان الإنسان يحقد أن يضع نفسه في منافسة مع الغير فهذا يعبر عن الارتياب بداخله، وشكه في قدراته، وافتراضه بجدية أنه لن يستطيع تحقيق شيء، ارى أن الطريقة للتخلص من هذه المشاعر هي زيادة الثقة في النفس، والشعور بالامتنان إزاء الظروف الحالية، والإمكانيات المتاحة، ودفع نظر نحو المزيد، والتركيز على الذات، وعدم الاكتراث بالغير إلا إذا كانوا سيلهمونا، وهذا صعب، ويأخذ وقته، ويحتاج للصبر والتكرار.

القناعة قاعد ضرورية للانطلاق، رغم أنها ليست مطلوبة بشكل دائم. نقنع بوضعنا الراهن (نتقبله كما هو) ونركز على أفضل ما فيه، ثم نسعى لتطوير أنفسنا، يحدونا الطموح إلى مزيد دون أن يكون الرضا بالأمر الواقع (القناعة السلبية) شعارنا، بل نتطلع دوماً إلى ما هو أفضل.

يأتي الحقد الطبقي كنتيجة حتمية للتباين الاجتماعي والاقتصادي الرهيب بين من يملكون المال ومن لا يملكونه، لكن الأشخاص الأذكى هم الذين يستطيعون تجاوز هذه المشاعر والنظر إلى تجارب الأغنياء كنماذج يمكن محاكاتها للنجاح والخروج من القاع.

مهمة ليست سهلة (تجاوز هذه المشاعر..)، لكنها في ذات الوقت ليست مستحيلة، طالما أن الإنسان يؤمن بنفسه، ويحاول الارتقاء بفكره ووجدانه قبل أن يسعى إلى اكتساب المال.


إلهام

المجتمع مفتوح لكل رابط/موضوع ترى أنه قد يحرك الإلهام داخل العروق!

65 ألف متابع