لا أحد هذه الأيام يستطيع أن ينكر فضل وقوة تعلم لغة جديدة في تغير مصائر من تعلموها .. فاللغة تفتح آفاق جديدة وفرص أمامك لمجالات عدة كسياسة الدول المتحدثة بهذه اللغة واقتصاده وتاريخها وغيرها من المجالات، كما أنها تحسين مهارات العقل وقوة الذاكرة لديك و تزيد من القدرات الانتاجية لعقلك.

فابتهج وأعلم أن للغة الصينية حظًا وفيرًا من هذه الجوانب فهي لغة مستخدمة على نطاق واسع بشكل لا يصدق، والحاجة للتعامل بيها يتزايد يومًا بعد يوم، خاصًا في ظل النهضة الاقتصادية والثقافية والتعليمية التي تشهدها الصين هذه الأيام.

فأذا كنت ممن يسعي للدراسة في الخارج أو دخول عالم السياحة فاللغة الصينية الخيار الأنسب لك، و إليك يا صديقي أسباب مهمة تدفعك لتعلم اللغة الصينية

اللغة الصينية لغة شعبية منتشرة

وتعد اللغة الصينية هي ثاني أكثر لغة شعبية بعد اللغة الإنجليزية في العالم ومن حيث عدد المتحدثيين بيها، فبحسب دراسة وضعها أستاذ علم اللغات بجامعة دوسلدورف، أولريخ آمون، على 12 لغة رئيسية، فأن نسبة متحدثي اللغة الصينية يقدر بنحو 1.39 مليار نسمة، أي ما يعادل 1 من كل 7 في العالم يتحدثونها، يتركز معظم الناطقين بالصينية في الصين، بينما هناك الملايين منهم يتواجدون خارجها بماليزيا، أندونيسيا، سينغافورا وغيرهم من الدول.

أساسيات ستغير مخاوفك حول تعلم الصينية

قد تعتقد للوهلة الأولى أن اللغة الصينية لغة صعبة ومعقدة بسبب طبيعة أشكال حروفها التي تميل لرسامات أكثر، ولن تستطيع إجادتها بشكل سليم، إلا أنها ليست كذلك ويمكنك الوصول إلى قواعدها بسهولة ويسر؛ فهناك بعض الاساسيات التي أن أتقنتها تصبح اللغة أكثر مرونة وأسهل في التعلم، فعلى سبيل المثال وليس الحصر: أنك أذا أتقنت رسم حروف اللغة الصينية فأنك بذلك تكون قد تعلمت أصعب ما فيها، فلا تمل من هذا الأمر وأعطيه وقته؛ فاللغة الصينية لا يوجد بها حروف أبجدية، أنما هي بعض الرموز والأشكال التي تُكتب من اليسار لليمن ومن الأسفل للأعلى

ويمكنك تعلم ما بين الـ3 إلى 5 آلاف رمز صيني حتي تتمكن من إجادة اللغة والتحدث بها، ولا تقلق فهناك الكثير من المواقع المتخصصة والمنصات التعليمية التي تعلم رموز اللغة الصينية بشكل غير تقليدي وبوسائل ترفيهيية تسهل عليك إجادتها في وقت قصير

الصينية لغة ذات جرس موسيقي

ومن الأشياء التي تميز اللغة الصينية عن غيرها من اللغات هي عدم أعتمادها على القواعد اللغوية والكلامية، بل تعتمد أكثر على النظم والوحدات الصوتية وتنغيم الكلامات، فهي لغة مقطعية دلالاتها تقوم على المقاطع الصوتية وطريقة النغم فيها.

فعندما تبدأ بتعلم اللغة الصينية ستندهش بوقع الجمل الموسيقية على أذنك، فاللغة الصينية ذات جرس موسيقي إن تعلمته باتت اللغة سهلة أمامك، ويكون التعلم أسهل لديك بالاستماع، والتحدث.

الدراسة في الصين

أن كنت تسعي للدراسة بالخارج، فالصين تعد من الخيارات المناسبة التي لا بد وأن تفكر فيها، ففي السنوات الأخيرة زادت أهمية وقوة الصين بين دول العالم ليس فقط على المستوي الاقتصادي، بل في مجال التعليم آيضًا،

كما زادت انفاق الدولة في تطوير هذا المجال حتى أصبحت الجامعات الصينية تنافس الدول الكبرى في جودة التعليم؛ حسب التصنيف العالمي لجودة التعليم، توجد 12 مؤسسة تعليمية صينية صُنفت ضمن أفضل 100 جامعة عالمية في جدة التعليم والبحث العلمي 2020.

كل هذه الأمور زادت من فرصة الدراسة لطلاب الدوليين في الجامعات الصينية من خلال المنح الدراسية المقدمة من الحكومة الصينية، تكون أغلبها منح مجانية مدفوعة الأجر، لتسهيل الأمر على الراغبيين في الدراسة، وخاصة الطلاب من الدول النامية،

ولكن الدولة وضعت شرط في الالتحاق بالهذه المنح ، وهو أتقان اللغة الصينية للطلاب الوافدين، ويخضع الطالب لاختبار قياسي للغة الصينية تشرف عليه جامعة بكين تقوم بتقييم مستواك في اللغة على حسب عدد الكلمات التي تتعلمها من اللغة الصينية والتي تكون بين 400- 3000 كلمة.

وتتيح الصين للطلاب بعد التخرج، فرصة التدريب في الشركات الصينية، والحصول على فيزا عمل لمدة سنة قابلة للتجديد، فسوق العمل الأن داخل الصين، يحتوي على مئات الشركات الناشئة في مجالات جديدة تحتاج لعدد لا بأس بيه من الأيدي العاملة، شريطة أن تتقن اللغة الصينية.

تساعدك على التعرف على ثقافة الدولة

يقال أن باب معرفة القوم تبدأ بتعلم لغتهم، فأّذا أتقنت اللغة الصينية تستطيع أن تتعرف عن قرب بالحضارة الصينية التي تعد من أقدم الحضارات التي عرفتها البشرية والتي تعود إلى 5000 سنة، ومازالت تتميز بالاستمرارية الآثر الكبير في الفكر والفن والآدب الصيني.

فستجد متعة لا توصف وأنت تتعرف على الفن الصيني علي سبيل المثال أو الفن المعماري وأنت تقرأها من الكتب الصينية الأصلية القديمة وليست المترجمة إلى لغتك الأم،

اللغة الصينية تضمن لك مستقبل وظيفي جيد

أنت تعلم أن الصين أصبحت قوة اقتصادية لا يستهان بيها في السوق العالمي، فالصناعات الصينية تمكنت أن تغزو أنحاء العالم كله، فلا يوجد صناعة لم تدخل فيها الأيدي الصينية بشكل أو بأخر،

ومع انتشرت تجارة التجزئة للبضائع والمنتجات الصينية حول العالم، فالسوق بحاجة مُلحة إلى مزيد من الأشخاص ذات الخبرة في تحدث اللغة الصينية بطلاقة كما في اللغة الأنجليزية، لتغطية الكم المتزايد من المستهلكين.

وبزيادة النمو الاقتصادي الصيني، تزايد عدد السياح الصينيين الذين يفضلوا السياحة الخارجية، وباتقانك اللغة الصينة يفتح لك فرص عمل مميزة في مجال الترجمة والسياحة والتجارة آيضًا.

فلا تتردد بعد الأن وأبدأ في وضع قدميك على طريق التميز الوظيفي والمستقبل المميز، وكما قلنا سابقًا فأن تعلم اللغة الصينية لم يعد صعب، وأدوات تعلمه في متناول الجميع، عبر الأنترنت أو بدورات متخصصة تضمن لك سرعة التعلم.