مجلس البحث العلمي والتكنولوجي في تركيا (توبيتاك) هي الوكالة الرائدة في مجال إدارة وتمويل وإجراء البحوث في تركيا. تأسست في عام 1963 في مهمة تهدف الى تعزيز العلوم والتكنولوجيا، وإجراء البحوث ودعم الباحثين في تركيا. المجلس هو مؤسسة مستقلة ويحكمها اعضاء المجلس العلمي الذين يتم اختيارهم من العلماء البارزين من الجامعات والصناعة والمؤسسات البحثية.. TÜBİTAK مسؤولة عن تعزيز وتطوير وتنظيم وتنفيذ وتنسيق البحث والتطوير بما يتماشى مع الأهداف والأولويات الوطنية.

تم وضع رؤية المجلس لتكون مبتكرة، موجه، وتعزز المشاركة والتعاون بين مؤسسات العلوم والتكنولوجيا بما يتماشى مع الأولويات الوطنية ويعمل ايضا على تطوير السياسات العلمية والتكنولوجية على النطاق القومي وإدارة معاهد البحث والتطوير. وعلاوة على ذلك، يدعم المجلس المشاريع البحثية التي تجري في الجامعات وغيرها من المؤسسات العامة والخاصة، وتجري الأبحاث على المناطق الاستراتيجية وتطوير برامج دعم للقطاعين العام والخاص.

على الصعيد الاخر يتم دعم المجلات العلمية والمجلات الثقافية والكتب، وتنظم أنشطة العلم والمجتمع ويدعم الجمعيات الاهلية وطلاب الدراسات العليا من خلال المنح الدراسية. يعمل أكثر من 1500 باحثون في 15 معاهد البحوث مختلفة..

منذ إنشائها في عام منذ أنشائه عام 1972 في "الحرم الجامعي جبزى" في مدينة كوجالي، يهدف مركز مرمارة للأبحاث إلى ان يكون رائدة عالميا في إنتاج العلوم والتكنولوجيا مع قدرات البحث والتطوير والابتكار المشتركة على نطاق واسع و ذلك من خلال معهد الإنتاج الأنظف، ومعهد الطاقة والهندسة الوراثية ومعهد التكنولوجيا الحيوية، معهد الغذاء ومعهد التكنولوجيا الكيميائية، معهد المواد و علوم الأرض ومعهد البحرية، والبنية التحتية البحثية وعالمية الإدارية وإدارة العمليات التشغيلية. مع نهج تركز على خدمة، فإنه يقدم حلولا للوكالات والمؤسسات العامة والخاصة والعسكرية. وتتحقق هذه الحلول من خلال البحوث الأساسية والبحوث التطبيقية والتطوير ونقل التكنولوجيا والابتكار، ونظام وتشييد مرافق، ووضع المعايير والاستشارات المهنية والأنشطة التدريبية.

تركيا ترفع الانفاق على البحوث العلمية :

في 16 من يناير الجاري أعلنت الحكومة التركية حزمة إصلاحات تهدف إلى زيادة الإنفاق في مجال البحث والتطوير من مجمل الناتج المحلي الإجمالي، من 1 بالمئة إلى 3 بالمئة. وذلك في مسعى الحكومة لتحقيق أهداف عام 2023، الذي يمثّل الذكرى المئة لتأسيس الحكومة التركية.

وأكّدت الحكومة التركية أن هذه الحزمة ستزيد حصة القطاع الخاص من الصرف على التطوير والأبحاث إلى 60 بالمئة، وإن الحكومة مصمّمة على زيادة أعداد الباحثين من 115 ألفا في عام 2014 إلى أكثر من 300 ألف.

وقالت الحكومة إن الحزمة ستدعم البحث والتطوير وأنشطة التصميم على نطاق أوسع، كما أنها تهدف إلى زيادة الاستثمارات في البحث والتطوير، وإلى اتخاذ خطوات أكبر تجاه إنتاج بضائع بقيمة مضافة أكبر، واتخاذ كل التدابير اللازمة للاستفادة من هذه الأنشطة العلمية والصناعية تجاريا، وزيادة التعاون بين الجامعات والصناعة.

وستسهّل هذه الحزمة على الشركات الحصول على الحوافز التي تقدّمها حزمة البحث والتطوير حيث تم تخفيض عدد العمال المشترط في الشركة للحصول على هذه الحوافز من 30 إلى 15 عاما، كما ستقوم الحكومة بتقديم تمويل لعدد محدد من الرواتب – التي تمثل الحد الأدنى من الأجور – للعمال العاملين في مراكز البحث والتطوير خلال السنتين القادمتين.

كما تُستثنى هذه الشركات من الضرائب بما في ذلك ضربة الدخل، وستدعم الحكومة الشركات العاملة في أنشطة البحث والتطوير بتقديم 50 بالمئة من تكلفة الآلات والمعدات المستخدمة في هذه الأنشطة، بالإضافة إلى استفادة البضائع المستوردة من الخارج من الاستخدام في البحث والتطوير ومشاريع التصميم من استثناء ضريبي كذلك.

إعفاء الباحثين من الضريبة :

ومن استثناء الشركات إلى العاملين، لتشمل الحوافز دخول الفترة التي يقضيها العاملون في مجال البحث والتطوير ومراكز التصميم في مجال الإعفاء من الضريبة، وسيُرفع حد الدعم للمشاريع الريادية التي تركّز على التكنولوجيا من 100 ألف إلى 500 ألف ليرة تركية (ما يعادل 165.161 دولار).

كما سيتم تعديل الشرط الذي ألزم المطالبين بالحصول على هذا الدعم في أن يكون الطلب خلال خمسة أعوام من التخرج، ليكون من الممكن التقدم بالطلب خلال الأعوام العشرة التي تلي التخرج.

حوافز جديدة للبحوث والأكاديميين:

ولم تكتف الحكومة التركية بهذه الحوافز التي قدمتها بل أضافت إليها إعفاء من ضريبة الدخل للأكاديميين العاملين في مجال التعاون بين الصناعة والجامعات.

وأكّدت الحكومة التركية أهمية العلوم الأساسية وكونها تشكّل العمود الفقري لكل التطور العلمي، وإن الحكومة أقنعت توبيتاك في وقت سابق بتوفير منح دراسية لجذب اهتمام الطلاب الناجحين إلى العلوم الأساسية.

وإن حزمة الإصلاحات ستسهّل للطلاب إيجاد وظائف حيث يتم إنتاج بضائع بقيمة أعلى، كما ستزيد من الأجور ومعدلات تشغيل القوى العاملة الماهرة.

خطوات مدروسة:

زيادة الإنفاق على البحث العلمي وهذه الحوافز التي اجتمعت مع الحزمة التي قدمتها الحكومة التركية بالتأكيد خطوة إيجابية لا يمكن انتقادها لأنها تدعم مصلحة تركيا ومكانتها ومواطنيها.

وهذه الحزمة لم تكن مفاجئة بل أتت لتكمل خطوات سبق واتّخذتها الحكومة خلال الأعوام القليلة الماضية فقد أنفقت تركيا 13.5 مليار دولار على مشاريع البحث والتطوير في الفترة ما بين 2005 و2015 بزيادة بنسبة 3.5%.

ووفقاً لهيئة الأبحاث العلمية والتكنولوجية التركية فإن تركيا في المرتبة الثانية عالميا من حيث سرعة زيادة حجم الإنفاق على البحث والتطوير، متوقعين زيادة بنفس الوتيرة خلال السنوات الـ 10 القادمة.

إنجازات متواصلة :

ورغم هذه الحوافز والخطوات التي تتبعها ربما كثير من الدول إلا أن التجربة التركية الحديثة في النهوض بالدولة والمجتمع هي واحدة من أهم نماذج النهوض على المستوى الإقليمي والدولي، فقد شهد العقد الأول من الألفية الثالثة طفرة تعليمية واقتصادية واجتماعية وسياسية هائلة في تركيا.

وفيما يتعلق بتجربة تركيا في البحث العلمي، ففي الفترة من عام 2002 وحتى 2012 وصل عدد الجامعات في تركيا إلى 172 جامعة، وهناك خطة طموحة لأن يصل عددها إلى 500 جامعة عام 2020، بالإضافة إلى استقلالية الجامعات وعدم خضوعها للتغييرات الوزارية، ومن يضع الخطط وبرامج التعليم العالي هو المجلس الأعلى للجامعات، والوزارة وإدارة الجامعات هي جهات تنفيذية فقط.

كما وصل عدد الأساتذة في جامعات تركيا إلى حوالي 100 ألف أستاذ تقريبا، ونادرا ما يعمل أي أستاذ جامعي خارج جامعته، وقد كان تصنيف الجامعات التركية عام 1981 رقم (42) بين جامعات العالم في مجال البحث العلمي، أما في عام 2008م احتلت تركيا الرقم (18) بين دول العالم في البحث العلمي، وهكذا ازدادت تقدّما وفقا للتقارير والمعايير العلمية لقياس معدل التقدم في البحث العلمي، ومنها النشر في دوريات علمية عالمية، والحصول على براءات الاختراع، والإبداع العلمي والحصول على جوائز عالمية.

ومما حفّز تقدّم البحث العلمي في تركيا هو أن الأساتذة في تركيا متفرغون تماما للجامعات ويتم تعيينهم من خلال إعلان ومنافسة وحيدة كاملة.

جامعات تركية من أفضل جامعات العالم:

وكل عام تفاجئنا تركيا بأرقام جديدة تثبت جدوى إنفاقها على البحث العلمي، ففي يناير من العام الماضي دخلت ست جامعات تركية قائمة أفضل الجامعات على مستوى العالم، وذلك وفق الترتيب الذي أصدرته مجلة التعليم البريطانية تايمز هاير إديوكيشن.

وحصلت أربع جامعات تركية على مراكز مختلفة في قائمة أفضل 200 جامعة على مستوى العالم وفق المجلة البريطانية، بينما حصلت جامعتان أخريان على مركزين في تصنيف أفضل 400 جامعة، وكانت جامعة تركية واحدة ضمن تصنيف أفضل 200 جامعة حتى 2014.

وقد قالت المجلة البريطانية إن 2015 هو أفضل عام بالنسبة لتركيا، فقد حققت الجامعات التركية تقدما هاما في الترتيب، وكانت الأبحاث المختلفة والمتنوعة أحد أهم الأسباب التي أدت إلى ذلك.

وأخيراً فإن زيادة إنفاق الحكومة التركية على البحث العلمي سينعكس بشكل إيجابي على مسيرة التعليم العالي في تركيا وعلى الجامعات التركية التي أصبحت تصنف من أفضل الجامعات في العالم.

للاطلاع يرجى زيارة الرابط :

https://unitededucation.com...