necessary but not sufficient هكذا هي الشهادة في وقتنا أو على أقل تقدير هي هكذا

صار على الشخص أن يمتلك الاثنين، الشهادة (و أقصد تحديداً الدرجة العلمية) و الخبرة.

أوافقك على هذه، وكبرى شركات السيليكون فالي تفطنت لذلك وأصبحت تقدم برامج تدريبية للطلاب أثناء دراستهم قبل الجامعية حتى (يحضرني الآن Google Students، لكن متأكد أن البقية لديهم برامج مشابهة).

أنا عن نفسي شخصياً وجدتُ لنفسي وظيفة في مجال البرمجيات أثناء سنتي الجامعية الأولى، والسبب الأساسي لتوظيفي كان مهارات تعلمتها أثناء المرحلة الثانوية، والطريف في الأمر أنني حتى لا استخدمها الآن في عملي وإنما معرفتي بها أعطت إنطباعاً للموظِف أنني مستعد للتأقلم مع لغات وأدوات جديدة وقد كان.

للأسف لا يمكن قول الشيء ذاته عن بقية التخصصات، لكن يبقى التدريب في مجال الدراسة أثناء الدراسة هو الحل الوحيد للإيفاء بمتطلب "خبرة كذا سنة" والذي يصفع به الخريجون عند تقديمهم للوظائف.

أتفق معك بكل كلمة.

الخريج يفرح بنهاية مشواره و يتوقع التصفيق و الورود و الوظيفة مكافأة على جهده و يصدم أن التخرج ليس سوى بداية المشقة، هذه العقبة لوحدها تصفي مجموعة لا بأس بها من الخريجين ثم تأتي عقبات أخرى من عمل غير ملائم..أقل من المستوى..راتب قليل..ساعات عمل كثيرة..الأمر أشبه بمسلسل الحصن التنافسي، بالنهاية الفائز من يتخطى جميع العقبات و يتحمل كل ما يرميه سوق العمل عليه.

المشكلة تكمن في تفكير الخريجين الطفولي، و اعذرني على هذا التعبير، فالخريج يظن أن تفوقه في الثانوية سيضعه محط الأنظار. .ثم يعتقد أن بتخرجه الأول على الدفعة بالجامعة هو ما يضمن له الوظيفة الملائمة..و هذا ليس شرط إطلاقاً للنجاح..سوق العمل يحتاج ليس فقط الشهادة كما تفضلت، بل يحتاج معه شخص ديناميكي لديه طريقة تفكير مرنة.

ارى ان ملف الانجاز او portfolio هو الفاصل في تقييم الكفاءة وليس معدل الطالب ودرجاته.

ملف الانجاز يجمع اهم مشاريع وابحاث الشخص، ويمكنك التعرف على خبرة الشخص منها، والمشاريع المُنجزة ستعطيك فكرة عن المجالات التي تعلمها الشخص ذاتيًا، ويمكنك معرفة هدفه وما الذي يفضل العمل عليه.

لذلك أجد أن ملف الانجاز مهم جدًا لكل خرّيج، خصوصًا لمن يتخرجون من تخصص تقني او تخصص يرتبط بالفنون.

بينما التخصص الخدمي كالتعليم مثلًا، فهو يعتمد على مدة ممارسة المهنة، بالاضافة إلى المشاريع والمبادرات التي انجزها.