سنة 2010 عاد صديقي من المملكة السعودية ليدرس طوبوغرافيا( تقني مساح في قيس الأراضي) في معهد التكوين المهني، بعد ستة سنوات من العمل في المطاعم و حضائر البناء ،إقتنع بضرورة إتقان مهنة معينة، و بما أن قطاع البناء مزدهر طوال الوقت، فإن المهن المرتبطة تبقى دائما مطلوبة.بعد سنتين من التعلم و نيل الشهادة عاد صديقي للعمل مرة أخرى لكن بأجر مضاعف كما خاض عدة تجارب، هذه سيرته الذاتية في السنوات الماضية.

إرتبط التكوين المهني أو التدريب، أو مايسمى "صنعة"، "دبلوم صنايع"، في العقلية الجمعية لعموم الشباب بأنه مسلك التلاميذ أو الطلبة الفاشلين، خاصة أمام تمجيد المجتمع و وسائل الإعلام للمهن الراقية كالطب و الهندسة و التعليم، فحين يولد الطفل نسمع الأهل يقولون نريد أن يكون إبننا طبيب، و في كثير من الأفلام و المسلسلات نجد مهن الأبطال تنتمي لهذه الفئات من المجتمع، فحتى لغويا كلمة مهنة يقال أنها أشتقت من إمتهن أي إحتقر

امتهن الشَّيءَ : ابتذله واحتقره امتهن العملَ اليدويّ / كرامتَه

امتهن الشَّخصَ : اتّخذه خادمًا له ، استعمله للخدمة

المصدر:

http://goo.gl/jLCnHJ

الحمد لله أني عشت ووتربيت في بيئة تحترم أصحاب المهن، فأهالينا كانوا يرددون على أسماعنا هذا المثل "يوفى مال الجدين و تبقى صنعة اليدين"، بما معناه إذا ورثت مالا قد ينتهي و تبقى الصنعة التي تتعلمها لتفيدك،لذلك تعلمنا الحدادة و السباكة و النجارة و البناء، كل حسب مقدرته الجسدية و الذهنية، فأنا شخصيا أمارس كهرباء البناء و تركيب كامرات المراقبة على الرغم من إرتيادي الجامعة و تخصصي في مجال بعيد جدا عما أعرف.و قد نفعني ذلك كثيرا في أسفاري و عدة مرات في حياتي.

في السنوات الفارطة نرى إقبالا كبيرا على التعليم الجامعي في إختصاصات ميتة في السوق و عليها منافسة كبيرة كما أن صاحب الشهادة في هذا الإختصاص قد لايجد حتى من يفهم معناها مثل العلوم السياسية و الأستاذية في الرياضيات و الفيزياء والكيمياء...فتضيع سنوات من عمر الطالب كان من الممكن أن يستغلها في تعلم مهنة تنفعه.

للتدريب المهني مكانته الهامة في الدول المتقدمة فنسبته مقارنة بالتعليم الجامعي كبيرة، و يمكن الإطلاع على الحلقات التي أنجزها فريق خواطر حول هذا الموضوع.

خواطر 9 - الحلقة 11 - مهن من ذهب:

خواطر11 | الحلقة 27 | تطبيقات خواطر الدقيقة 06:47 :

طبعا يمكنك أن تتعلم أي مهنة خاصة و أننا في عطلة بالنسبة للتلاميذ و الطلبة، و بالنسبة لمن إنقطع عن الدراسة أو من تخرج في إختصاص معين و لم يجد عملا يمكن أن يدير الدفة و يبدأ التعلم من جديد.