هل افراطي في الماضي يضيع علي فرصة المستقبل ؟

بالنسبة لي تجربتي في الماضي اسواء من تجربتك كثيراً، فكان الرياضيات آخر همّي تماماً لا أذكر كيف نجحت به. تخرجت قبل تجديد المناهج ، قبل ١٠ سنين تقريباً في الثانوية. عانيت صعوبة في مادة Calculus (التفاضل والتكامل) في الجامعة بينما كانت مادة discrete structure او discrete math سهلة جداً لانها تعتمد على المنطق أكثر.

معاناتي مع مادة Calculus كنت مشهوراً بها في الجامعة، وكان ذلك بسبب ضعفي في مبادئ الجبر Algebra. ولسوء الحض جامعتنا لا تدرّس مواداً في الاساسيات أي (على الطالب أن يكون عارفاً في الجبر قبل دخول التخصص) مع ذلك. وحسب وجهة نظري لو قمت ببذل جهد يومي تجاه مادة Calculus، لكنت أحصل فيها على أعلى الدرجات؛ ببساطة لأن الدروس متوفرة على الأنترنت بتبسيط وسهولة أكثر من ملخصاتك في الثانوية. تبسيط للفهم، ليس اختصار المنهج. ولكني لم افرّغ نفسي لهذا، وأعود باللوم على نفسي. أخذت في المادة F، وفي الفصل الدراسي القادم (مشروع تخرجي) مع مادة Calculus التي أبذل لتعلمها قصار جهدي من الان، حتى عرفت أنها ممتعة جداً ليست بـ(الرموز الغاضبة) كما كنت أتخيلها.

عموماً وجهة نظري الجامعة تحتاج مجهود شخصي كبير. المحاضر في الجامعة أقل مسؤولية من المعلّم حيال فهمك للشرح. في الجامعة، أنتِ الطالبة، وأنتِ المعلّم في كل التخصصات.

يتوقع المشرف الاكاديمي، أنكِ اخترتِ التخصص بناء على رغبتك الشخصية وتفضيلك وحبك للمجال. لذلك المجهود التعليمي الذاتي في وجهة نظري، هو أهم مايقوم به الطالب اثناء دراسته الجامعية.

وفقك الله.

من خلال مامررتُ به في مراحل دراستي وجدتُ أنّ مُسمّى المادة فقط هو الثابت أمّا المحتوى فهو يتغيّر من مُحاضِر إلى آخر، فمن وجهة نظري أنهُ في الكليّة أو في أي مكان تعليمي عالي تحتاجين فقط إلى ألف باء مادة فقط، بمعنى أنكِ تحتاجين إلى معرفة مفهوم المادة.

كمثال لا الحصر، يتوجب عليكِ أن تفهمي ماهي الفيزياء، وما الفرق بين الكهربية الساكنة والمتحركة بمفهومها العلمي المجرّد .. وكذلك الحال بالنسبة للرياضيات وباقي المواد، أمّا باقي المعلومات فإنها تأتي اعتمادًا على مدى تقبلّك للمادة ودرجة استيعابك لها، وكذلك تعتمد بشكل كبير على المحتوى الذي حضّره المحاضر والذي ستولى توصيله إليك بطريقة أو بأخرى.

سأعطيكِ مثال:

أنا درستُ وتخرجت من معهد عالي بسبب مسبّبات عديدة (أجدها الآن في قمة التفاهة ^_^). والآن في آخر مراحلي في الكليّة التي إلتحقتُ بها من أجل تحسين شهادتي من دبلوم عالي إلى بكالوريوس، صدقيني إذا ماقلتُ لكِ أنه هناك مواد استفدتُ من دراستها في المعهد أكثر بكثير من دراستي لها في الكليّة وذلك بسبب اختلاف المحتوى بالرغم من نفس المُسمّى للمادة.

موضوعكِ هذا ألهمني لكتابة موضوع عن أزمة التعليم التي نعاني منها و سأكتبه غداً

المشكلة مشكلة نظام تعليم و عن نفسي لم أفهم معنى التفاضل و التكامل و مفهوم النهايات إلا بعد دخول الجامعة

ليس لأن نظام التعليم في الجامعة و إلا هي أسوأ خصوصاً نظام المحاضرات الممل و كثير من المحاضرين في الجامعة لا يجيدون الشرح أو يكتفون بقراءة شرائح عروض تقديمية بل لأن الجامعة تفرض على الطالب فهم ما يتعلمه

طبعاً يمكن النجاح في مقرر التفاضل و التكامل دون معرفة الأساسيات و لكن هذه المفاهيم مهمة جداً لطلاب العلوم و الهندسة لأن هذه المفاهيم مفتاح فهم المقررات التي تعتمد على المفاهيم الرياضية و يمكن الرجوع لكتاب Calculus Made Easy فهو يبسط هذه لمفاهيم

الرياضيات سهل في حالة فهم المقرر و التدرب على حل المسائل و ليس هنالك ما يخيف في الرياضيات

من أي بلد أنت ؟

انا لا احب الرياضيات وكرهت مادة Discrete ورغم هذا ليس عندي مشكلة في الحاسوب وانهيت درجة البكالريوس في تقنية المعلومات. وتعلمت العديد من لغات البرمجة ولا اجد مشكلة في الرياضيات عندما يتعلق الأمر بالحاسوب. صلة الرياضيات بالحاسوب تكون عميقة في المشاريع المعقدة مثل 3D Game Development و Artificial Intelligence ما لم ندخل في مجالات مثل هذه بعمق ، فنحن لا نحتاج الى رياضيات معقدة وعميقة.