🧠بقلم : أسماء أحمد - أخصائية صعوبات التعلم.
مقدمة:
الذاكرة الترابطية: هي القدرة على ربط المعلومات الجديدة بالمعلومات السابقة المخزنة في الدماغ، مما يسهل عملية الاستيعاب والتذكر. وتُعد هذه المهارة حجر الأساس في عملية التعلم، خاصة للأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم، حيث يواجهون تحديات في تخزين المعلومات واسترجاعها. ومن خلال أنشطة مدروسة بعناية، يمكن تقوية هذه المهارة، مما ينعكس إيجابيًا على أدائهم الأكاديمي واليومي.
---
أهمية الذاكرة الترابطية للأطفال ذوي صعوبات التعلم
يعاني الأطفال ذوو صعوبات التعلم غالبًا من:
-صعوبة في ربط المعلومات الجديدة بالمعرفة السابقة.
-ضعفًا في القدرة على التذكر والاسترجاع.
-بطءًا في معالجة المعلومات.
لذا فإن تنمية الذاكرة الترابطية تساعدهم في:
1. تحسين الفهم من خلال ربط المفاهيم ببعضها.
2. تعزيز الاحتفاظ بالمعلومة باستخدام الروابط البصرية أو السمعية أو الحركية.
3. زيادة التركيز والانتباه من خلال أنشطة تفاعلية ممتعة.
أنشطة لتنمية الذاكرة الترابطية
١. أنشطة الربط البصري
لعبة مطابقة الصور:
عرض مجموعة من الصور (حيوانات، فواكه، أدوات منزلية...) وطلب من الطفل مطابقة العناصر المرتبطة (مثل: تفاحة – شجرة، سمكة – بحر).
خرائط المفاهيم (العصف الذهني البصري):
مساعدة الطفل على رسم خريطة ذهنية لموضوع معين (مثل "الحيوانات") وربطها بعناصر فرعية (الأسماء – الأماكن – الأصوات).
---
٢. أنشطة الربط السمعي
سرد القصص المتسلسلة:
يحكي المعلم أو الوالد قصة تحتوي على أحداث مترابطة، ثم يطلب من الطفل إعادة سرد القصة مع التركيز على العلاقة بين السبب والنتيجة.
الأغاني التعليمية:
استخدام أغاني تحتوي على مفاهيم مرتبطة (مثل: أيام الأسبوع، الفصول الأربعة) وتشجيع الطفل على ترديدها ثم تذكرها دون موسيقى.
---
٣. أنشطة الربط الحركي (اللمسي والعضلي)
لعب الأدوار:
تشجيع الطفل على تمثيل حركات مرتبطة بالمعلومات (مثل: تقليد حركات الحيوانات أثناء تسميتها).
الصندوق الحسي:
تقديم مجموعة من المواد ذات ملمس مختلف (قماش ناعم – حجر خشن...) وطلب من الطفل ربط كل مادة بكلمة تصفها (ناعم – خشن).
---
٤. أنشطة الربط اللفظي
بناء الجمل:
إعطاء الطفل كلمات متفرقة (مثل: قطة – حليب – تشرب) وطلب منه تكوين جملة مفيدة ("القطة تشرب الحليب").
لعبة "ماذا بعد؟":
عرض سلسلة من الأحداث (مثل: زرع البذور → سقيها → نمو الزهرة) وطلب من الطفل ترتيبها أو توقع الخطوة التالية.
--
خاتمة
الذاكرة الترابطية أداة قوية تساعد الأطفال ذوي صعوبات التعلم على الفهم والتذكر بشكل أفضل. ومن خلال أنشطة متنوعة تشمل الجوانب البصرية والسمعية والحركية واللفظية، يمكن للمعلمين وأولياء الأمور تعزيز هذه المهارة بطريقة ممتعة وفعالة.
والمفتاح الحقيقي هو الاستمرارية وتكييف الأنشطة بما يتناسب مع احتياجات كل طفل.
> "التعليم ليس ملء دلو، بل إشعال نار." — وليم بتلر ييتس.
بالصبر والإبداع، يمكن تحويل التحديات إلى فرص نجاح!
التعليقات