لم يعد من المستغرب أن نسمع عن روبوتات تُجري عمليات جراحية، تكتب الشعر، أو تشرح القوانين الفيزيائية بدقة مذهلة. الذكاء الاصطناعي دخل قاعات التعليم من أوسع أبوابه وبات يُطرح اليوم سؤال أكثر جرأة: هل يمكن للروبوتات أن تحلّ محل المعلمين؟

للوهلة الأولى، يبدو الأمر مغريًا: روبوت لا يمل ولا يغضب، لا ينسى. يُجيب على كل سؤال، يشرح الدروس بنفس الجودة دائمًا، ويتابع كل طالب حسب مستواه دون كلل أو ملل. تعليم مبرمج، منظم، وفعّال… ولكن، ماذا عن الجانب الإنساني؟

المعلم لا يعلّم فقط. هو من يشعل أول شرارة حب للعلم في قلب الطفل، من يلتقط ملامح التعب على وجه طالب ويقرر أن يُعيد الشرح من البداية، من يُلقي نكتة صغيرة في منتصف الدرس لينقذ تركيز الطلبة. المعلم يتعاطف، يُلهِم، يُربّي، ويصنع أثرًا لا يُمحى.

الروبوت قد يعرف الإجابة، لكنه لا يعرف ما الذي يؤلم الطالب، ما الذي يُقلقه، وما الذي يُلهمه. الروبوت لا يحتفل بنجاح طالب لأنه يعرف كم تعب، ولا يُربّت على كتف من أخفق لأنه يعلم أن المحاولة بذاتها إنجاز. فهل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يملأ الفراغ الذي يتركه غياب "القدوة"؟ هل يمكن لآلة أن تخلق بيئة آمنة يتعلم فيها الطفل أن يُخطئ، أن يُحاول... وأن يحلم؟

ربما سيكون هناك يوم تُدير فيه الروبوتات صفوفًا دراسية، وربما يكون التعليم حينها أكثر "كفاءة" من الناحية التقنية، لكن...

كيف سيكون شكل العالم إذا استُبدل المعلّمون، وحلّت مكانهم الروبوتات الذكية؟