نظرية الذكاءات المتعددة هي نظرية قدمها عالم النفس الأمريكي هوارد غاردنر، وتنص على أن هناك أنواع مختلفة من الذكاء منها الذكاء اللغوي الذي يتمتع به الكتاب والمترجمين، والذكاء الحركي الذي يتمتع به الراقصون والرياضيون، والذكاء الموسيقي الذي يتمتع به الموسيقيون، والذكاء المنطقي الرياضي الذي يتمتع به العلماء وكل أصحاب المهن العلمية، والذكاء البصري الذي يتمتع به الرسامون أو المصممون. ولو نظرنا للبشر في مرحلة الطفولة لوجدنا أنه بشكل فطري يكون هناك منهم من هو مميز وموهوب في جانب معين من هذه الجوانب، فنجد طالب يبرع في الرسم ويعاني في العلوم، وطالب ممتاز في الرياضيات ولكنه لا يستطيع تعلم العزف مهما حاول. المشابه في النهاية أننا نجد المتعلمين منذ الصغر يعانون بسبب سوء فهم لنوعية ذكائهم وتحميلهم ما يفوق قدراتهم مما يؤدي بهم في النهاية للإحباط أو الفشل بسبب عدم استغلال مواهبهم الفطرية، ودمجهم وسط نظام لا يعترف سوى بمقياس واحد للنجاح ألا وهو القدرة على التحصيل وكفى، فكيف برأيكم يمكن استغلال نظرية الذكاءات المتعددة في التعليم بحيث نرفع المعاناة على الطلاب ونحسن من تجربتهم الدراسية؟
كيف يمكن الاستفادة من نظرية الذكاءات المتعددة في التعليم؟
أري أن ذلك يتحقق بالاهتمام بحصص المواهب التي هي بالفعل جزء من النظام الدراسي ولكن لا يعتني بها من قبل المدرسين و بالتالي من قبل الطلبة ...فيكون هناك مواهب متعددة يختار الطالب ما يناسبة و يتابع معه المعلم و يحفزه.
و بالنسبة للذكاءات الرياضية و العلمية يتم عمل مسابقات علي مستوي المدارس بجوائز قيمة فيسعي اليها المهتمين بالمادة.
و مع ذلك الأهم إطلاقا يتم توفير مجموعة من المعلمين الكفاءة و المتدربين لاكتشاف المواهب الفزة و تطوير مهاراتها.
ربما بتنويع أساليب التدريس بدلًا من الاعتماد فقط على الطريقة التقليدية. يمكن تقديم المواد الدراسية من خلال أساليب متنوعة تناسب جميع أنواع الذكاء. على سبيل المثال، يمكن استخدام الألعاب الحركية لتحفيز الطلاب الذين يمتلكون ذكاءً حركيًا، أو تقديم موضوعات دراسية من خلال الأنشطة الموسيقية أو القصصية للطلاب الذين يمتلكون ذكاء لغويًا.
ويجب أن يكون هناك فهم لنوعية الذكاء الفطرية لدى كل طالب عن طريق تقييم الذكاءات المتعددة، حتى يكون هناك قدرة على توجيه إلى الأنشطة التي تنمي هذه القدرات.
أعتقد أنه يمكن استغلال نظرية الذكاءات المتعددة في التعليم من خلال تبني نهج شامل يعترف بتنوع قدرات الطلاب ويسعى لتطويرها. يتطلب ذلك إعادة هيكلة المناهج لتشمل أساليب تعليمية متنوعة تستهدف أنواع الذكاء المختلفة، مثل الأمثلة التي قمت يا محمود بذكرها. كما يجب تدريب المعلمين على تحديد نقاط القوة لدى كل طالب وتشجيعهم على تطويرها، مع تقديم تقييمات متعددة الأبعاد تعكس تقدمهم في مجالات متنوعة بدلاً من الاعتماد على الاختبارات التقليدية التي تركز على الذكاء المنطقي الرياضي. وهو ما يوفر بيئة تعليمية تعزز الثقة بالنفس وتحفز الطلاب على التعلم بشغف، مما يقلل من الإحباط ويحسن من تجربتهم الدراسية بشكل كبير.
تنويع أساليب التعليم مثلما ذكرتم @mahmoud_ahmed2004 مهمة بالطبع ولكن هل هي كافية لكي تحقق ما نريد الوصول إليه؟ إذا كان الطفل ذكائه واهتماماته مقتصرة على الموسيقى على سبيل المثال ويواجه صعوبة في فهم الرياضيات فإيجاد وسيلة تعليمية تساعده على تسهيل الفهم شيء جيد ولكنها لن تحقق نفس النتيجة التي يعطيها أصحاب الذكاء المنطقي الرياضي بطبيعتهم، والقصد هنا أن آلية التقييم ومنهج الدراسة الذي يفرض المعاناة الحقيقية على الطالب لم نقم بحلهم، والأفضل أن نعيد وضع النظام بحيث يناسب قدرات كل شخص، فبدلا من أن أعطي نفس المنهج لكل أصحاب الذكاءات وأقيمهم بنفس الطريقة أو المعيار، لماذا لا يتم وضع مناهج مختلفة أو مسارات مختلفة بحيث تركز على التعمق والاستفاضة فيما يبرع فيه الطالب حسب ذكائه وتعطي الأساسيات وحسب في باقي العلوم أو المجالات الأخرى؟
بالمناسبة أغلب من يحبون الموسيقى ويعملون بهاهم بالأساس يحبون الرياضة لأن الأثنين مرتبطين بشكل كبير جداً ، فأفضل الألحان تأتي من تنويعات معقدة في الرياضة أو يمكنني القول أن بعض المعادلات الرياضية يمكن ترجمتها لألحان موسيقية لأنها تعتمد على تراكيب موسيقية ترتبط بالزمن والإيقاع، ما يهم هنا بعيد عن هذا المثل الذي كنت أحاول الذهاب للعلاقة الوثيقة بينهم، ولكن إذا كان الطفل ذكائه واهتماماته مقتصرة على الموسيقى على سبيل المثال ويواجه صعوبة في فهم الرياضيات فإيجاد وسيلة تعليمية تساعده على تسهيل الفهم شيء جيد وبهذا الشأن قد أقتراح لتوجه الطفل للمدارس المتخصصة في تعليم الموسيقى صديقتي رانا، فهناك مدارس مخصصة لكل تخصص من العلوم ، فهناك مدارس أو جامعات مخصصة للعباقرة في مجال الرياضيات، أو الفنانين المتخصصين في الموسيقى أو العلوم والتقنية ألخ ، ربما تلك المدارس لا توجد أو تنتشر بكثرة أو بعضها سعره مرتفع ، ولكنها تقدم منح مدعمة أو مجانية لكل الطلبة حتى من دول أخرى للتعلم والدراسة بها واظن أنه أفضل حل من وجهة نظري لأي حالة مشابهة لما طرحتيه صديقتي.
شخصياً كمعلمة أعمل على استغلال نظرية الذكاءات المتعددة في تعليم طلابي بشكل مستمر لتحسين تجربتهم الدراسية وتقليل معاناتهم، وذلك عن طريق استخدام أساليب التدريس لتناسب القدرات والاهتمامات المتنوعة لكل طالب، حيث أدمج الأنشطة التي تحفز الذكاء اللغوي، الرياضي، الاجتماعي، البصري، والموسيقي، مما يساعد في جذب انتباه الطلاب الذين قد يواجهون صعوبة في التعلم بأساليب تقليدية، كما أنني أعمل على التعرف على الذكاءات الفردية للطلاب لتخصيص طرق التعليم بشكل يتناسب مع قدراتهم، مما يعزز مشاركتهم في العملية التعليمية ويسهم في تحسين تحصيلهم الأكاديمي.
استخدام أساليب التدريس لتناسب القدرات والاهتمامات المتنوعة لكل طالب، حيث أدمج الأنشطة التي تحفز الذكاء اللغوي، الرياضي، الاجتماعي، البصري، والموسيقي، مما يساعد في جذب انتباه الطلاب الذين قد يواجهون صعوبة في التعلم بأساليب تقليدية،
كيف تطبقين هذا كمعلمة ضمن إطار مادتك ومقررك الذي تدرسينه؟ هل يسمح المحتوى بهذا التنوع من الأنشطة التي تدعم الأنواع المختلفة من الذكاء؟ في مجال كالعلوم مثلا لا أفهم كيف يمكن استغلال قدرات أصحاب الذكاء الموسيقي في تعلم مواضيع العلوم المختلفة!
كما أنني أعمل على التعرف على الذكاءات الفردية للطلاب لتخصيص طرق التعليم.
جميل جدا كيف تكتشفين ذلك؟
بالفعل المحتوى به الكثير من الدروس التي يمكن تطبيق الأنشطة عليها بفعالية، وأحرص على تنويعها لتناسب مختلف أنواع الذكاء، على سبيل المثال أستخدم الأنشطة الحركية للأطفال الذين يمتلكون ذكاء حركي، مثل الألعاب التفاعلية والتمثيل المسرحي لتعزيز المفردات والقواعد، كما أدمج الأنشطة الموسيقية للأطفال الذين لديهم ذكاء موسيقي، مثل غناء الأغاني التعليمية، بالإضافة إلى الألعاب اللغوية للأطفال الذين يمتلكون ذكاء لغوي. هذا التنوع يساعد على جذب انتباه جميع الطلاب ويعزز مهاراتهم في تعلم اللغة الإنجليزية بطريقة ممتعة وفعالة.
التعليقات