بالتأكيد أنكم سمعتم عن نظام البكالوريا الجديد البديل لنظام الثانوية العامة في مصر، وإن كنتم لم تسمعوا سأختصر لكم النظام الجديد سريعًا. البكالوريا ستقسم السنة المحددة لدخول الجامعة لسنتين بدلًا من واحدة، بحيث يبدأ احتساب المجموع المؤهل بداية من الصف الثاني الثانوي، ويختار الطالب مسار من ٤ مسارات جديدة وهم: الطب وعلوم الحياة، أو الكيمياء والبرمجة، أو الأعمال، أو الفنون والآداب، بحيث يدرس الطالب في الصف الثاني ٤ مواد منهم ٣ مواد أساسية تشمل التاريخ واللغة العربية والأجنبية وواحدة تخصصية، وفي الصف الثالث ٣ مواد منهم اثنان داخل التخصص إضافة لمادة التربية الدينية، مع ميزات إضافية كفرصة إعادة الإمتحان واحتساب درجة أعلى محاولة. هذا التغيير يأتي لأسباب عديدة منها القضاء على الدروس الخصوصية، وتخفيف الأعباء المالية عن أولياء الأمور، وتقليل الغش، وزيادة مهارات التفكير بدلًا من الحفظ والتلقين، فما رأيكم في النظام الجديد؟ هل تتوقعون أن يحقق أهدافه ويلقى قبول مجتمعي أم لا؟
البكالوريا بديل للثانوية العامة. ما رأيكم في نظام الثانوية العامة الجديد؟
بحسب وصفك للامر فهو يبدو احسن بكثير بوجهة نظري إن تم تطبيقه على الواقع بنفس التخطيط النظري هذا، ستكون هناك مقاومة مبدئية سواء من بعض أولياء الامور المتعودين على النهج التقليدي أو من في بعض التحديات المتعلقة بتدريب أساتذة ومعلمين لديهم الامكانية لتدريس التخصص في نفس الوقت تراعي طبيعة تدريس الثانوية التي لاتشبه الجامعة.. فالأمر ليس سهلا في التطبيق على ما أعتقد لكن لو تم تنفيذ هذا النظام بمرونة ووضوح، مع توفير تدريب كافٍ للمعلمين ورفع وعي المجتمع بأهدافه، فإنه قد يغير مستقبل التعليم في مصر بشكل إيجابي بالطبع.
أما قضية فكرة إعادة الامتحانات واحتساب أعلى درجة محاولة قد تبدو محفزة، لكن ربما تخلق مشكلة إذا لم تتمكن المدارس من توفير فرص عادلة لجميع الطلاب.. لأن هذا النظام موجود في الجامعة أصلا (عندنا) ولاحظت أن آراء الطلاب انفسهم تنقسم بين المؤيدين والمعارضين..(لكن النسبة الاكبر مؤيدة للصراحة)
بصراحة، نظام البكالوريا الجديد في مصر يبدو طموحًا جدًا، ويسعى لحل مشاكل حقيقية تواجه التعليم الثانوي، مثل الدروس الخصوصية والغش. إضافة سنتين للدراسة مع التركيز على المسارات التخصصية فكرة جيدة، فهي تُمكّن الطلاب من اكتشاف ميولهم مبكرًا، وتُقلل الضغط النفسي المرتبط بالاختبارات المصيرية. لكن، نجاح هذا النظام يعتمد على عدة عوامل، أهمها جودة المناهج الدراسية، وتدريب المعلمين على أساليب التدريس الحديثة التي تُركز على التفكير النقدي، وليس الحفظ. كذلك، يجب توفير الدعم اللازم للطلاب، خاصةً في المناطق الريفية، لتحقيق العدالة التعليمية. أتوقع بعض المقاومة من قبل أولياء الأمور الذين قد يقلقون من زيادة فترة الدراسة، ولكن مع التوعية الجيدة والتطبيق المُحكم، أعتقد أن النظام يُمكن أن يحقق أهدافه على المدى الطويل، ويُلقي قبولاً مجتمعيًا متزايدًا مع مرور الوقت، بشرط مواكبة التحديات وتعديل أيّ قصور قد يظهر خلال التطبيق (وللأسف لا أرى أن ذلك قد يتحقق بكل سهولة وسلاسة) ولكن بوجه عام أؤيد الفكرة وأخاف من ألية التنفيذ.
أتوقع بعض المقاومة من قبل أولياء الأمور الذين قد يقلقون من زيادة فترة الدراسة
أنا أصبحت أرى أن سبب المشاكل الأول في العملية التعليمية هو تدخل أولياء الأمور وطرق تفكيرهم القديمة والتقليدية، أنا أتفهم الخوف والحرص ولكن المشكلة هو من ماذا يخافون؟ صراعهم على تحقيق أعلى معدل للالتحاق بكلية ما هو في حد ذاته سبب أزمة التعليم الكبرى في مصر، وسبب أساسي لكون الثانوية العامة كابوس مرعب كل عام الدولة تنتظر أخباره ونتائجه ولا كأنها أفلام نهاية العالم وننتظر النجاة المحظوظين!
نعم أولياء الأمور مشكلة حقيقية تعرقل النظم التعليمية بالفعل كما أشرت يا رنا ، المشكلة في ذلك تكمن في كونهم أعتادوا على حياة معينة قمعية إلى حداً كبير وثابتة لا يوجد فيها أي تغيرات حقيقية .. بل يتم النظر إلى أي تغيير في نظم حياتهم الروتيني والمألوف أنه تهديد لسلامهم وقناعتهم ، وينقلون تلك المخاوف للأبناء بشكل أو بآخر ، وأعتقد بوجهة نظري أن الحل الأنسب لتلك المشكلة أنه قبل بدأ أي خطة تعليمية طموحة هي القيام بدراسة الحالة الاجتماعية للأسر وتشجعيهم على فهم تلك المخططات بل والمشاركة فيها (لا أعرف حقيقة كيف) ولكن المقصود هنا هو جعلهم جزء من الحل .. بدلاً من أن يكونوا جزء من المشكلة.
أري أن التخصص من الثانوية خطوة مبكرة جدا فمن الضروري دراسة الأساسيات لكل العلوم لأن الكثير منها يخدم الآخر فمثل هذا النظام سيؤدي إلي ذكاءهم في تخصصهم و لكن انهيار معرفتهم في مختلف المجالات و الذي هو شيء أساسي لعقل واعي مثقف مبتكر يمكنه دمج المجالات المختلفة للاختراع و الابتكار.
كما أنهم لم يأخذوا الفرصة لتجربة مجالات مختلفة كي يحددوا مجال اهتمامهم فسيتأثر الاختيار بأحكام المجتمع أن الطب مثلا افضل من الآداب و هي بالفعل فكرة مستوطنه في مصر.
أما بالنسبة لكونها ميزة لإزالة الدروس الخصوصية فللأسف انا أري أنها معضلة كبيرة لأن الاعتماد حاليا بشكل كلي علي الدروس الخصوصية فلا يوجد مدرسين مؤهلين في المدارس و لا يوجد نظام سليم يجعل الطالب قادر علي أن يعتمد علي نفسه في التعليم كما في مدارس STEM للمتفوقين مثلا فلا يوجد دروس خصوصيه بها نسبيا و لكن الطلاب تتعلم من البداية كيف يعتمدون علي أنفسهم في التعليم و يبحثوا و متوفر لهم مراجع المعلومات علي عكس التعليم العام.
فلمنع الدروس الخصوصية لا بد من توفير نظام حكومي سليم و مدرسين بالمدارس مؤهلين بدلا من السعي لتغيير النظام الذي ادي الي تدهوره و عدم التحكم فيه.
لا أؤيد نظام البكالوريا الجديد ولا أعتقد أنه سينال إعجاب أفراد المجتمع لأنه رغم أهدافه المميزة، فإنني أعتقد أنه قد يواجه تحديات كبيرة في التطبيق، ففكرة تقسيم السنة الدراسية إلى سنتين بدلاً من واحدة قد يضيف عبئًا إضافيًا على الطلاب وأولياء الأمور، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية الحالية، كما أن تحديد المسارات الدراسية في وقت مبكر قد يحد من حرية اختيار الطالب وقدرته على اكتشاف مجالات جديدة تثير اهتمامه، إضافة إلى ذلك لا أعتقد أن القضاء على الدروس الخصوصية أو تقليل الغش سيكون ممكنًا بشكل فعال من خلال هذا النظام فقط، فالمشاكل تتطلب حلولًا شاملة على مستوى الثقافة التعليمية والمجتمع ككل.
إضافة إلى ذلك لا أعتقد أن القضاء على الدروس الخصوصية
سمعت بالفعل أن الوزير صرح أنه سيقضى على الدروس الخصوصية حيث من يرسب يمكن أن يدفع 500 جنيه على المادة ويعديها من جديد عل حسب ما علمت. ولكن هو يقضي عليها من هنا ويفتش الطالب وأهله من طريق آخر فهو نظام جباية أموال! وكثير من الطلاب قد لا يستطيع ذلك في أكثر من مادة. أعتقد أن ذلك نظام جديد لجمع الأموال من جيوب الناس!
ولكن بصراحة أجد أن من العدل أن تكون إعادة الامتحان بمقابل مادي وإما هل يتساوى من تجاوز أول مرة بشخص أعاد مرتين أو ثلاثة ليحقق علامة من تجاوز من أول مرة؟ لا بالتأكيد. ثم أن هذه الميزة لم تكن موجودة من قبل وكان الطلاب يحددون مصيرهم بناء على درجات أول مرة، وبالتالي من لا يريد الدفع يمكنه تقبل النتيجة الحالية أما من يريد التحسين فعليه تحمل تكلفة عدم قدرته على تحقيق المطلوب من أول مرة.
ففكرة تقسيم السنة الدراسية إلى سنتين بدلاً من واحدة قد يضيف عبئًا إضافيًا على الطلاب وأولياء الأمور، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية الحالية،
أجدها فرصة للتعمق أكثر مع المواد وفرصة حقيقية للتعلم بدلا من تكديس كل العلوم في سنة واحدة يتسارع فيها الطلاب على حفظ المعلومات وكفى، كما أنهم ستقدم فرصة لاكتشاف أكبر لكل مسار اختاروه ليبنوا أساس قوي يفيدهم في بداية تخصصهم الدراسي في الجامعة، أنا أتذكر أنني اجتزت الكثير من المقررات العلمية في السنة الأولى لي في الجامعة لأنني بنيت أساس قوي لهم أثناء دراستي الثانوية على العكس كان أغلب زملائي يقرأون المعلومات وكأنها أول مرة يعرفوا فيها بوجود علم يسمى الكيمياء!
كما أن تحديد المسارات الدراسية في وقت مبكر قد يحد من حرية اختيار الطالب وقدرته على اكتشاف مجالات جديدة تثير اهتمامه .
لا حقيقة لا أرى هذا التأثير مطلقا، عام واحد لم يكن ليجعل الإنسان يغير رغباته أو اهتماماته، من المفترض أن بيئة التعلم منذ الصغر تساعد الإنسان على كشف ميوله وقدراته بحيث يدرك الإنسان في وقت مبكر ماذا يريد أن يكون، ومن ثم فإن تخصصه على ما اختار لمدة عامين بدلا من واحد يتيح له كما ذكرت من قبل بناء أساس قوي في المسار الذي اختاره بعيدا عن التشتت وتزاحم علوم هو لا يهتم بدراستها.
بالنسبة لموضوع السنتين ليس جديدا، فكانت الثانوية العامة وقت دراستي كانت عامين، وكان المجموع عبارة عن مجموع العامين مقسوم على 2، عيب هذا النطام الضغط الذي تعيشه لمدة عامين على عكس نظام العام الواحد، لذا لا أفضله.
أما تقسيم المسارات فلست مع التقسيم الدقيق هذا، لأن كليات العلمي بشكل عام تطلب دراسة المواد العلمية، والأدبية نفس الشيء، لذا أجد التقسيم الحالي كاف جدا ويمكن إضافة اختبارات تخصص عند التقدم للجامعة وهذه ستكون أفضل
التقسيمات الحالية لم تتغير كثيرا عن قبل فهي أضافت ولم تحذف وأجد الإضافات في محلها، فدراسة البرمجة في المرحلة الثانوية سيكون رائع لو تم تدريسه بشكل صحيح وتوفير بنية معلوماتية قادرة على استيعابه. أما بالنسبة للعامين على العكس أجد أن تقسيم الضغط أفضل من تراكمه وعيشه مرة واحدة في وقت ضيق، فبدلا من أدرس كل شيء عن الكيمياء في عام واحد سيتم تقسيم المقرر على عامين وهو ما يتيح للطلاب فرصة الفهم والتعمق في المادة العلمية بدلا من التسارع حول حفظها للحاق موعد الامتحان.
قد يكون النظام الجديد خطوة نحو تحسين التعليم، ولكنه يتطلب تعاونًا مشتركًا بين الجميع لتحقيق النجاح. يجب أن نكون مستعدين للمرونة والتكيف مع التغييرات ونواصل تقييم فعالية النظام والتعديل عليه حسب الحاجة.
لا أؤيد فكرة البكالوريا وأرى أن نظام الثانوية العامة التقليدي هو الأفضل. فبالرغم من أن الهدف من تغيير النظام هو تحسين جودة التعليم وتقليل الاعتماد على الحفظ، إلا أن البكالوريا قد تضع عبئًا إضافيًا على الطلاب وأولياء الأمور. الفكرة بتقسيم السنة الدراسية إلى سنتين قد تجعل الأمور أكثر تعقيدًا بدلاً من تسهيلها، كما أن مسألة اختيار المسارات قد تكون غير مناسبة للبعض الذين قد يحتاجون إلى مزيد من الوقت لاكتشاف ميولهم. لذلك، أعتقد أن النظام القديم رغم عيوبه أفضل في تقديري لأنه يسمح بالمرونة والتوجيه المناسب لكل طالب.
لنكن واقعيين هل تعتقدين أن نظام التعليم الحالي من بدايته يسمح للطلاب بمعرفة ميولهم حقا لكي يؤثر عليه اختيار التخصص عاما مبكرا؟ الطلاب في مصر إذا كانوا جيدين في الرياضة يختارون علمي رياضة من أجل الهندسة والجيدين في العلوم ويكرهون الحفظ والرياضة يختارون علمي علوم من أجل الطب ومن لا يفهمون الرياضة أو العلوم يختارون أدبي، هذه ببساطة آلية الاختيار التي يختار على أساسها الطلاب منذ وقت طويل ماذا سيدرسون، وعلى هذا الأساس فالاختيار المبكر لن يؤثر في شيء لأن الطلاب يعرفون مسبقا ماذا يريدون.
لكن لا يمكن إنكار أن النظام الحالي لا يتيح لهم دائمًا فرصة لاكتشاف ميولهم الحقيقية بشكل كامل، خاصة في مرحلة مبكرة. الكثير من الطلاب قد يتخذون قرارات بناءً على ضغوط أو بسبب ضيق الخيارات المتاحة لهم دون التمكن من استكشاف كل الإمكانيات. لذلك، رغم أن النظام القديم قد يواجه تحدياته، فإنه يظل يوفر بعض المرونة في اختياراتهم مع الوقت. أما النظام الجديد فقد يعزز التخصص المبكر ولكنه قد يضغط على الطلاب قبل أن يتعرفوا على أنفسهم بشكل كامل. أعتقد أن الجمع بين المرونة في النظام القديم وبين بعض التوجيه الصحيح قد يكون هو الحل الأمثل."
التعليقات