كثيرة هي القصص التي تتردد على مسامعنا يوميًا، فلان أصبح ناجحًا بالرغم من أنه لم يتمم دراسته الجامعية، فلان تخرج بدرجة منخفضة وها هو اليوم يمتلك منصب عمل، بالرغم من وجود شخص أخر دائما يحتل المراتب العليا، والى اليوم لم يجد منصبا يليق بشهادته، أيمكن أن نقيس النجاح والفشل بحسب ما تم تلقينه لنا من معارف عبر الكتب المدرسية؟

اصرار الفرد على تعليم نفسه بنفسه و تحقيق أحلامه و تطلعاته لها مدلول قوي مقارنة بما تقدمه الشهادات الجامعية و المدرسية التي يتحصل عليها، كما أن النجاح الحقيقي والعملي يبدأ من خارج أسوار المدرسة، وليس بداخلها فقط، توجد حياة أُخرى، عاشها آخرون، بعضهُم لم يفلحوا في الدراسة، والبعض الآخر أجبرتهم الظروف الاجتماعية والمادية القاسية على تَرك التعليم بلا عودة، ولكن مع الوقت، أصبحوا مشاهير غيّروا مصير حياتهم وبلادهم أيضًا. كمثال ريتشارد برانسون مؤسس شركة فيرجن جروب ترك تعليمه في سن السادسة عشرة. بعد فترة وجيزة من ترك المدرسة، بدأ أول شركة له، والتي أصبحت فيما بعد فيرجن ريكوردز. 

 من أكثر الأمور التي يتم توجيه النقد لها هو المنهاج الدراسي وأسلوب التي تأتي به الكتب المدرسية، مثلا جاء علي الوردي بقول "ماذا لو أخبرتكم أن الكتب المدرسية عندنا تعلم التلاميذ على أن يكونوا ضباطاً عسكريين لا علماء باحثين"، ماذا يقصد علي الوردي حسب تفسيركم؟، برأي هذه العبارة جاءت قاسية، بالرغم من القصور الموجودة في المناهج العربية عمومًا إلا أن الكتاب المدرسي هو أول مصدرٍ ساهم في اكتسابنا لأبجديات المعرفة في الصغر.

أما عن القصور التي أراها موجودة في المنهاج ولابد أن تعالج من بينها: الخطاب الموجه بأسلوب واحد لا يراعي الفروقات الفردية التي يتمتع بها كل تلميذ، إهمال حاجات ومشكلات التلاميذ لانشغال المعلم على إتمام مادته الدراسية، أما عن المعلم هو أيضا يعاني من تضخم المقررات التي قد تخفي الدور الحقيقي له في تبسيط وشرح المعلومة.

وماذا عنكم، ماهي نظرتكم للكتب المدرسية؟ وهل تؤيدون علي الوردي فيما قاله؟