كنت في مقابلة عمل منذ خمس سنوات بأحد المراكز التدريبية المتخصصة بتطوير الذات، أخبرني المدير وقتها أنه يرغب باستحداث قسم خاص بالمجتهدين (ذوي الاحتياجات الخاصة)، وقسم آخر خاص بالأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم، وأنه يرى أن لدي من الإمكانيات التدريبية ما يجعلني أتكيف مع هذين القسمين مع المزيد من التدريب والقراءة.

صراحة لم يكن لدي أي خبرة سابقة في التعامل مع الفئتين، ولم تكن لدي رغبة واضحة لذلك لعدة أسباب:

قناعتي الشخصية أن هذه الأمور هي أمور تخصصية دقيقة، تحتاج لدراسة أكاديمية أكثر منها مهارات تدريبية.

شعوري بأن المركز ليس لديه خطة واضحة للتعامل مع الأمر، هو فقط يريد أن ينافس في السوق، ويبحث عن من يتحمل مسؤولية القسمين.

معرفتي السابقة بإمكانياتي التدريبية جيدا، والتي أعلم يقينا أنها لا علاقة لها بما يتحدث عنه، وأنني لو أردت الخوض في هذا المجال، فلن أكون جاهزا قبل سنوات من الدراسة والتدريب، الأمر الذي لم يكن متاحا وقتها بالطبع.

إمتد الحوار بيننا لأكثر من ساعتين، في محاولات مستمرة منه لإقناعي بالأمر، نظرا لسمعتي الطيبة بمجال التدريب وسمعتي الطيبة بمدينتي بشكل عام، وهو الأمر الذي أراد أن يستغله لجلب الأطفال والمتدربين.

من العبارات التي كان يكررها طوال اللقاء، أن الأمر بسيط، ولا يتطلب كل هذا الخوف والتراجع، فقط أنت ستتابع الطفل وتبحث عن الإنترنت، وهو كفيل ليعلمك كل ما تبحث عنه، وكفيل بإمدادك بالمعلومات اللازمة!

بينما كنت أنا على قناعة تامة أن الأمر يحتاج لاستشارة طبيب مختص، وأنني قد أقبل العمل على شرط أن يتم التعاقد مع مختص قادر على تشخيص كل حالة، ووضع البرنامج التأهيلي المناسب لها، ومن ثم أقوم بتطبيق البرنامج من الألف إلى الياء، ليس لدي أي مشكلة في ذلك.

أما أن أتكفل أنا بالأمر برمته، فهو أمر غير مقبول على الإطلاق، فأنا أرى أنني لست مؤهلا لذلك.

رفض فكرة التعاقد مع طبيب مختص، ورأى أن الأمر سيكون مكلفا له دون داعٍ، وبالتالي فقد إنسحبت من المقابلة، وانتهى الأمر.

ما أود طرحه للنقاش اليوم هو قدرتنا على تشخيص صعوبات التعلم بشكل عام، قد نعاني مع بعض أبناءنا في تعليمهم، ونشعر أنهم غير قابلين للتعلم، أو أنهم كما نطلق عليهم بالعامية (أشقياء)، أو أن نحكم عليهم بضعف إمكانياتهم الذهنية في التحصيل، ...................إلخ.

من وجهة نظركم كيف يمكننا أن نتعرف على مثل هذه الحالات، وما هي الطريقة الصحيحة للتعامل معها؟

وهل يمكن تشخيص هذه الحالات والتعامل معها وتأهيلها دون استشارة طبية؟!