كما أشرنا في مساهمة سابقة، فالتعليم يعتمد في أبسط مبادئه على التجربة والخطأ.

نشاهد الأطفال من حولنا يحاولون تجربة كل شئ، يكون لديهم إصرار عجيب على تجربة الأشياء بأنفسهم، حتى أكثر الأشياء خطورة لا يتوقفون عن محاولة التجربة إلا بطريقتين لا ثالث لهما:

١. فرض الحصار الشديد وغلق كل المنافذ التي قد تسمح له بالقيام بالتجربة

٢. قيامه بالتجربة بطريقة أو بأخرى وتعرضه للأذي، مما يعلمه أن هذا الأمر خاطئ، وينبغي عليه عدم تكراره، حتى لا يتعرض للنتائج ذاتها.

في المدارس وفي حياتنا قديما بشكل عام، كانت تلك الطريقة المعتمدة في التعليم كبارا وصغارا، كان الأساتذة يخبرون طلابهم أنهم لن يخبروهم بطرق الحل، ولن يقدموا لهم مفتاح الحل لمعضلاتهم إلا بعد أن يجربوا بأنفسهم، وكان الأستاذ يطلع على النتائج التي توصل لها طلابه ومن ثم يقوم بإرشادهم لطرق الحل الصحيح بعد أن يكون قد أوضح لهم الأخطاء التي وقعوا فيها بشكل عام.

تطورت الطريقة وأصبح التعليم معتمدا على التلقين بشكل مباشر.

يذهب الطلاب للمدرسة أو الجامعة، ينهال عليهم المدرسون والأساتذة بفيض من المعلومات المرسلة وغير المترابطة في كثير من الأحيان، ويتم تقييمهم في نهاية الأمر بحسب قدرتهم على حفظ أكبر قدر من المعلومات التي تم سردها على مدار العام!!

وبالتوازي مع تغيير طريقة التعليم مؤخرا، أصبحنا نسمع كثيرا عن مصطلح صعوبات التعلم، وهناك فئة ليست قليلة من طلابنا أصبح يتم تصنيفهم تحت هذه المظلة.

بل إن هناك مراكز متخصصة إنتشرت مؤخرا للحد من هذه الظاهرة والتعامل معها.

ولو تتبعنا الآلية التي يعتمدها المتخصصون لوجدناهم يحولون طريقة التعلم من الطريقة التقليدية الحالية (التلقين)، إلى الإعتماد على الألعاب الذهنية والبدنية والتجارب العملية، حيث يسمحوا لهم بالتجربة والخطأ!

أي أنهم ببساطة يحاولون أن يعودوا بالطالب الذي يعاني من صعوبات التعلم لطريقة التعليم الطبيعية، والتي غالبا ما تؤتي ثمارها معهم!

والسؤال هنا؛ هل فعلا تغيير طريقة التعلم على مر العصور كانت سببا مباشرا في صعوبات التعلم التي يعاني منها البعض من أبناءنا، أم أن هناك أسباب أخرى من وجهة نظركم؟!

في رأيكم هل يعد التلقين تطور في طريقة التعليم، أم خطوة للوراء ولابد من الرجوع عنها؟