حدثني صديقي قائلا:

بعد أن حصلت على شهادة تخرجي من الجامعة لاحظت فتورا لم أعهده من قبل.

كنت بطبيعتي محبا للقراءة والإطلاع وسماع الشرائط والفيديوهات العلمية والثقافية.

كذلك لم يكن يمر شهر على الأكثر إلا وأكون قد أضفت دورة تدريبية جديدة لقائمة دوراتي التي التحقت بها وأنجزتها بفضل الله.

لم تكن مكتبتي الصغيرة تخلوا من الكتب التي توضع في قائمة الإنتظار، والتي تنتقل بدورها لقائمة ما تم قراءته، ثم أشرع في البحث عن كتاب جديد.

كنت أرى نفسي ذلك الشاب الذي لا يكل ولا يمل في سبيل التحصيل العلمي، وكنت قد أعددت خطة لروتين يومي بغرض الإستمرار عليه بعد التخرج.

ولكن ما حدث بعد ذلك كان صادما بالنسبة لي!

لك أن تتخيل أن تلك الخطة لا تزال حبيسة الأدراج، رغم مرور سنوات!

أذكر أنني بعد نهاية إمتحانات السنة النهائية كنت قد أخذت إجازة من التحصيل لمدة أسبوع، لأنني كنت أعلم يقينا أنني أحتاج للراحة والهدوء، ولكني لم أكن أتوقع أن تطول الإجازة بهذا الشكل.

لا أقول أنني لم أعد أقرأ أو أشاهد الفيديوهات العلمية، ولكني أعتقد أن حماسي ونشاطي قد تحول إلى فتور رهيب.

أقرأ ولكن بمعدل منخفض وبدون حماس!

أستمع وأشاهد ولكن لا يشغلني ما شاهدته ولو حتى لدقائق!!

أعلم أن حياتي إختلفت، فبالأمس القريب كنت مسؤولا من والدي، واليوم أصبحت أعول أسرة بشكل مستقل.

ولكن ألا يوجد سبيل لأسترجع شخصيتي القديمة تلك؟

لماذا يحدث هذا الفتور، وكيف يمكن أن أتغلب عليه؟!